العنوان هنا
دراسات 26 مارس ، 2015

المسألة السورية واستقطاباتها الإقليمية والدولية: دراسة في معادلات القوة والصراع على سورية

الكلمات المفتاحية

مروان قبلان

مدير وحدة الدراسات السياسية في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ورئيس منتدى دراسات الخليج والجزيرة العربية، ومسؤول برنامج الدراسات الدبلوماسية والتعاون الدولي في معهد الدوحة للدراسات العليا. شغل سابقًا منصب عميد كلية العلاقات الدولية والدبلوماسية في جامعة القلمون في سورية. وعمل أستاذًا للسياسة الدولية في جامعة دمشق، ومحاضرًا في قسم السياسة الدولية بجامعة مانشستر في بريطانيا. كان باحثًا زائرًا في جامعة كولومبيا بنيويورك (2007-2008). وعمل مستشارًا في الشؤون الدولية في عدد من الهيئات والمؤسسات البحثية العربية والإقليمية. له عدة كتب وأبحاث منشورة باللغتين العربية والإنكليزية في قضايا السياسة الخارجية والعلاقات الدولية، منها: Syrian Foreign Policy and the United States: From Bush to Obama (السياسة الخارجية السورية والولايات المتحدة: من بوش إلى أوباما)؛ Iran-Iraq-Syria: Shocks and Rivalries in Triadic Pattern (إيران-العراق-سورية: صدمات وصراعات في النمط الثلاثي).

ملخص تنفيذي

تنطلق الدراسة من مقولةٍ أساسيّة ترى أنّ الأزمة السوريّة شكّلت مدخلًا لإعادة رسم تحالفات المنطقة وتوازناتها، وأنّ هذه الأزمة التي بدأت داخليّة سرعان ما تحوّلت إلى صراع إرادات إقليمي ودولي تغلب فيها الحسابات الجيوسياسيّة، ما يجعل إمكانية التوصّل إلى حلّ بشأنها أمرًا بعيدَ المنال. كما أنّ اتّخاذها هذا المنحى حوَّل مطالبات السوريّين بالتغيير والإصلاح إلى وبال، انتهى بجعل بلادهم ساحةً لتنفيس الاحتقان الإقليمي والصراعات الدولية (حروب الوكالة). والحال كذلك، ترى الدراسة أنّه يمكن رسم مسارات واقعيّة لتطوّر الأزمة من خلال توسّل نماذج رياضية تساعد في توضيح مآلها واستشرافها على الرغم من التداخلات والتعقيدات التي تشوبها وكثرة عدد الفاعلين فيها.

وإذ تحاول الدراسة التثبت من بعض مقولات المدرسة الواقعيّة في السياسة الدولية، وامتحان قدرتها التفسيرية الراهنة، لجهة أنّ موازين القوى هي العامل الحاسم في بناء التحالفات، وتوجيه السياسات الخارجيّة للدول، وتحديد علاقاتها مع الفاعلين الآخرين في النظامين الدولي والإقليمي، تجد الدراسة أنّ هذه الموازين تصحّح نفسها تلقائيًّا إذا تعرضت للخلل، خاصّةً في أوقات الصراع والتنافس. كما تؤكّد أنّ الجيوسياسي مازال العامل الحاسم في رسم سياسات الدول وردود أفعالها بدلًا من الجيواقتصادي الذي بدأت كفّة فرضيّاته ترجح في منطقة الشرق الأوسط خلال السنوات الثلاث الأخيرة التي سبقت اندلاع ثورات الربيع العربيّ وتحديدًا الثورة السوريّة.

وتخلص الدراسة إلى أنّ الحالة السوريّة التي جاءت في سياق الربيع العربيّ أكثر تعقيدًا من مثيلاتها في العالم العربيّ بسبب موقع سورية الجيوسياسي المهمّ، وأنّ الصراع والتنافس الإقليمي والدولي على سورية باعتبارها عاملًا مرجّحًا في توازنات المنطقة سوف يكون له الأثر الحاسم في تحديد مآل أزمتها والمسارات التي يمكن أن تسلكها مستقبلًا.