عنوان الكتاب:من تعددية الأخلاق إلى أخلاق التعددية.
المؤلف: عبد القادر ملوك.
الناشر: الدوحة/ بيروت: المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات.
سنة النشر: 2018.
عدد الصفحات: 159.
يفرض علينا التمييز بين الأخلاقيات وعلم الأخلاق تعميقَ الوعي بالفرق بين الأمريات الأخلاقية الموجِهة للسلوك والنظريات الأخلاقية بوصفها أنساقًا نظرية تبحث عن الأسس الأكثر معقولية للفعل الخلقي. وسواء تعلق الأمر بالأخلاق أو بعلم الأخلاق، فإن المشهدين الأنثروبولوجي والإتيقي مشتركان في خاصة التعدد؛ إذ ليس هناك عادات أخلاقية موحدة حتى في الثقافة الواحدة، فالانسجام نسبي إلى حدود بعيدة، كما أنه ليس هناك نظريات أخلاقية قائمة على نفس الأسس والنتائج. لذا، فإن التفكير في تقديم أخلاقيات موحَّدة وموحِّدة، باعتبارها أمريات أو نظريات، هو تفكير ينتمي إلى الفلسفة الميتافيزيقية، مع العلم أننا جميعًا، إلى حد بعيد، نعيش عصر ما بعد الميتافيزيقا Post-métaphysique وفق الصياغة المشهورة ليورغن هبرماس Jürgen Habermas. وتدل هذه الصياغة على أن الفكر الناضج اليوم، قد تجاوز عقدة وعقيدة "وحدة الحقيقة وحقيقة الوحدة" لمصلحة تشذر الأنساق وبداهة التعدد والاحتفال بالاختلاف. من هنا تأتي أهمية التفكير في أخلاق التعدد، وتعدد الأخلاق، وسنلمِح في نهاية هذه المراجعة إلى حدود استقامة عنوان الكتاب
من تعددية الأخلاق إلى أخلاق التعددية الذي نحن بصدد عرضه وقراءة فرضياته، ومضامينه، ونتائجه.
* هذه المراجعة منشورة في العدد 46 من مجلة "تبيّن" (خريف 2023)، وهي مجلة فصلية محكّمة يصدرها المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات ومعهد الدوحة للدراسات العليا وتُعنى بالدراسات الفلسفية والنظريات النقدية.
** تجدون في موقع دورية "تبيّن" جميع محتويات الأعداد مفتوحة ومتاحة للتنزيل.