​​​نظِّم المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في الدوحة، خلال الفترة الممتدة بين 6-8 من شهر كانون الأوّل/ ديسمبر 2014، المؤتمر السنوي الثالث لمراكز الأبحاث العربية، وكان محوره الرئيس تحت عنوان: "دول مجلس التعاون الخليجي: السياسة والاقتصاد في ظلّ المتغيرات الإقليمية والدولية". وتقرر خلال المؤتمر أن يتغير مضمونه وتسميته إلى "منتدى دراسات الخليج والجزيرة العربية"، وأصبحت الدورة الثالثة لمؤتمر مراكز الأبحاث العربية هي الدورة الأولى من المنتدى.

وتشير ورقة المؤتمر المرجعية للدورة الأولى من منتدى دراسات الخليج والجزيرة العربية إلى التحديات السياسية والأمنية الجسيمة التي تواجهها بلدان مجلس التعاون لدول الخليج العربي في ظلّ تحولات إقليمية ودولية بالغة الأهمية، وتغيرات في بنية الاقتصاد العالمي؛ على مستوى الطاقة، والتجارة، والصناعات الرقمية.

ويكتسي الموضوع أهميةً إضافيةً في ظلّ عدم تطوُّر تجربة مجلس التعاون، وظهور مؤشرات دالَّة على احتمال تراجعها، في ضوء خلافات سياسية واقتصادية بدأت تبرز على السطح مؤخرًا، في الوقت الذي تستمرُّ فيه تداعيات ثورات الربيع العربي، ويشهد العالم صعود قوًى دولية جديدة، وتترقب المنطقة تداعيات تحسُّن العلاقات الإيرانية – الأميركية. وأمَّا من الناحية الاقتصادية فإنّ دول مجلس التعاون مازالت تعتمد على تصدير الطاقة الأحفورية، عِلماً أن ثورة النفط والغاز الحجري بصدد تغيير خريطة الطاقة العالمية؛ على نحوٍ يجعل بعض الدُّول المستهلِكة دولًا منتجةً منافسةً.

بناءً على ذلك، تناول منتدى دراسات الخليج والجزيرة العربية في دورته الأولى أبرز الإشكاليَّات التي تواجهها دول مجلس التعاون من خلال مناقشة الأهمية الإستراتيجية للمنطقة، وتأثّرها بالمتغيرات الدولية والإقليمية، والعلاقات الخليجية بالقوى الكبرى، والدول الآسيوية، والجوار الإقليمي، والتحديات الاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية، علاوةً على تأثُّر دول المجلس نفسها بالنظام الإقليمي العربي.