المحاضرون

إيلين لست

إيلين لست

المديرة المؤسسة لبرنامجَي الحوكمة والتنمية المحلية في جامعة ييل وجامعة غوتنبرغ، وأستاذة العلوم السياسية بجامعة غوتنبرغ. وهي زميلة أولى غير مقيمة في مشروع ديمقراطية الشرق الأوسط بواشنطن. حاصلة على الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة ميشيغان، والماجستير في دراسات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الحديثة. أجرت بحوثًا ميدانية ودراسات استقصائية في مصر والأردن وليبيا والمغرب وفلسطين وسورية وتونس. وهي مِن مؤسّسي مشروع الحكم الانتقالي Transitional Governance، والمحرر الشريك المؤسس لدورية Middle East Law and Governance، وترأس حاليًا مجلس إدارتها. يهدف بحثها الحالي إلى تطوير مؤشرات الحكم المحلي ودراسة دور المؤسسات الاجتماعية في الحكم الرشيد. وهي مؤلفة (مشاركة) ومحررة (مشاركة) لعددٍ من الكتب، آخرها Trust, Voice and Incentives: Learning from Local Successes in Service Delivery in the Middle East and North Africa< (البنك الدولي، 2015)؛ Everyday Choices: The Role of Competing Authorities and Social Institutions in Politics and Development (مطبعة جامعة كامبريدج، 2022).

الخيارات اليومية: دور السلطات والمؤسسات الاجتماعية المتنافسة

تستند هذه المحاضرة إلى كتاب المُحاضِرة "الخيارات اليومية"، وتهدف إلى تقديم إطار لدراسة السياسة والتنمية ومُمارستها، يتّخذ منظورًا مؤسّسيًا في تناول الثقافة. يبحث الباحثون والممارسون عن حلول تنموية من خلال هندسة مؤسسات الدولة وتعزيزها. ومع ذلك، لا تشكّل الدولة الميدان الوحيد أو حتى الأساسي الذي يؤثّر في كيفية مشاركة المواطنين ومقدمي الخدمات، وحتى مسؤولي الدولة في الأعمال التي تتألف منها السياسة والتنمية. أمّا الأفراد، فهم أعضاء في الجماعات الدينية والمجتمعات الإثنية وغيرها من الجماعات التي تفرضُ مطالب عليهم؛ ما يخلق محفزات تُشكِّل أفعالهم. إن التعرف إلى كيفية تلقي الأفراد لهذه المطالب، وكيفية قراءتهم للخيارات المطروحة أمامهم، أمران ضروريان لفهم العمليات السياسية ومُخرجات التنمية. وإن وجود إطار يُفسّر هذه القوى مهم لمُراكمة المعرفة، وتصميم الأجندة البحثية المستقبلية، والبرامج الفعالة. ومن خلال الاعتماد على النتائج المستخلصة من الأدبيات، إضافةً إلى أبحاثها الخاصة، تُقدِّم المُحاضِرة إطارًا يشرح كيفية تأثير بروز ميادين السلطة المرتبطة بالمجتمعات المختلفة وطبيعة المؤسسات الاجتماعية داخلها في السياسة والتنمية.


ساري حنفي

ساري حنفي

أستاذ علم الاجتماع ومدير مركز الدراسات العربية والشرق أوسطية، ورئيس برنامج الدراسات الإسلامية في الجامعة الأميركية في بيروت. وهو رئيس الجمعية الدولية لعلم الاجتماع، ورئيس تحرير المجلة العربية لعلم الاجتماع "إضافات". مُنِحَ الدكتوراه الفخرية من جامعة سان ماركوس الوطنية عام 2019. نشر العديد من الدراسات والفصول المتعلقة بسوسيولوجيا الدين، والعلاقة بين الفلسفة الأخلاقية والعلوم الاجتماعية، وسوسيولوجيا الهجرة (القسرية) في حالة اللاجئين الفلسطينيين، وسياسات البحث العلمي. وهو مؤلف (مشارك) ومحرر (مشارك) لعددٍ من الكتب، من آخرها: "البحث العربي ومجتمع المعرفة: رؤية نقدية جديدة" (2015)؛ "علوم الشرع والعلوم الاجتماعية: نحو تجاوز القطيعة (أليس الصبح بقريب)" (2021)؛ " The Oxford Handbook of the Sociology of the Middle East" (2022).

في السياسة والتنمية

ما مدى تأثير التدين في الثقافة السياسية؟ غالبًا ما نجد اتجاهين في العالم العربي؛ يدافع الاتجاه الأول عن شعار "الإسلام هو الحل"؛ أي إنّ زيادة التدين ستؤدي تلقائيًا إلى التوافق الديني ونشر الخير والعدالة في المجتمع. أمّا الاتجاه الثاني، فيرى أنّ التدين ليس له إلّا تأثير طفيف في مفهوم العدالة والشؤون السياسية، لكن عندما يكون له تأثير، فإنّه يميل إلى توليد العنف السياسي. بالنسبة إلى هذا الاتجاه، يُفهم الدين على أنه مجموعات من المعتقدات حول العالم أكثر منه طقوسًا ووسيلة لبناء المجتمع المحلي. تتناول هذه المحاضرة مفهوم التدين من خلال التفكير في التوافق الديني. وبحسب مارك شافيز، يشتمل التوافق الديني على ثلاثة أبعاد: تماسك الأفكار الدينية معًا، وتماسك المعتقدات والأفعال الدينية معًا، وإشارة المعتقدات والقيم الدينية إلى ميول مستقرة ومُتاحة على نحوٍ متكرر لدى الناس. وبعد تحليل بعض الاستطلاعات التي أُجرِيت في العالم العربي حول الدين في الحياة العامة، وبعد البحث المتواصل عن كيفية تعامل الناس مع التفكير الأخلاقي، أحاجُّ بأنّه توجد أدلة كثيرة على أنّ أشكال التوافق الديني لا تتعلق بكيفية تصور الفاعلين الاجتماعيين للدين فحسب، بل أيضًا بمجالات الحياة الأخرى (أي مصادر الأخلاق السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها). لهذا السبب، لا يُعد التوافق الديني (أو عدمه) سوى عملية معقدة من التوافق الأخلاقي (أو عدمه). تُظهِر العديد من النتائج ما أسمّيه "علمنة جزئية عَمَلية من الأسفل"، ويتجاوب الفاعلون الدينيون مع هذه العملية؛ إمّا بتسهيلها، وإمّا بعرقلتها. وتؤدي الأشكال المختلفة للعلمانية من أعلى (التمييز/الفصل بين السياسة والدين، وحياد الدولة)، أيضًا، دورًا مُيسرًا أو مُعرقلًا للتوافق الأخلاقي. إنّ النظر في كلتا العمليتين يساعدنا على فهم مأزق المشروع السياسي الليبرالي في العالم العربي.


ستيفن ويلش

ستيفن ويلش

زميل فخري في كلية الشؤون الحكومية والدولية بجامعة درهام، المملكة المتحدة، التي عمل فيها محاضرًا في العلوم السياسية (1993-2017). عمل سابقًا في جامعة أوتفوش لوراند في بودابست، وفي قسم الحكومة بجامعة تكساس في أوستن. التحق أثناء دراسته الجامعية ودراساته العليا بجامعة أكسفورد. شملت محاضراته سياسات أوروبا الشرقية، والسياسة الأميركية، والنظرية الديمقراطية، وفلسفة العلوم الاجتماعية. تركز اهتماماته الحالية على الثقافة السياسية والديمقراطية في الولايات المتحدة. ألّف ثلاثة كتب، هي: The Concept of Political Culture (ماكميلان، 1993)؛ و The Theory of Political Culture (دار نشر جامعة أكسفورد، 2013)؛ و Hyperdemocracy (بالجريف ماكميلان، 2013).

فهم الثقافة السياسية في العالم العربي من خلال التوافق الديني والأخلاقي

تُعاين هذه المحاضرة مجموعةً واسعةً من استخدامات "الثقافة السياسية" ومفاهيمها، إضافة إلى العديد من المفاهيم الأخرى التي تشملها "الثقافة السياسية" أو تنطوي عليها. لا يهدفُ ذلك إلى إبراز الصعوبات والإشكالات التي يستمر المفهوم في توليدها فحسب، بل إلى تسليط الضوء على الطرق التي يمكن أن تولّد المزيد من الأبحاث. وتتناول المحاضرة المجالات التالية: 1. النطاق المرجعي والمفاهيم المترابطة: مقاربات التعريف؛ 2. الاستخدامات المُقارَنة مقابل الاستخدامات السوسيولوجية للثقافة السياسية؛ 3. الوضعية والتفسيرية: أسئلة القياس والمعنى؛ 4. تأثيرات الثقافة السياسية: القيم والمواقف بوصفها تفسيرات للسلوك، ونظرية السلوك في علم النفس؛ 5. ديناميات الثقافة السياسية: كيف تتغير؟ وكم تبلغ سرعة تغيرها؟ وما الذي يُغيرها؟ 6. العلاقة بين الثقافة السياسية والديمقراطية: مسألة الثقافة السياسية "الديمقراطية" ونزاع الثقافة داخل الديمقراطية (السياسة الثقافية).


عبد الوهاب الأفندي

عبد الوهاب الأفندي

رئيس معهد الدوحة للدراسات العليا. عمل عميدًا لكلية العلوم الاجتماعية والإنسانية (2017-2020)، ورئيسًا لبرنامج العلوم السياسية والعلاقات الدولية (2015-2017) في المعهد نفسه. حاصل على الدكتوراه في العلوم السياسية (1989) من جامعة ريدينغ في المملكة المتحدة. وهو المنسّق المؤسس لبرنامج الإسلام والديمقراطية (1998-2015) في مركز دراسات الديمقراطية بجامعة وستمنستر في المملكة المتحدة. إضافةً إلى ذلك، عمل طيارًا، ودبلوماسيًا سودانيًا مقيمًا في لندن، وصحافيًا، ومحرّرَ مجلة في المملكة المتحدة. وهو مؤلف كتاب "لمن تقوم الدولة الإسلامية؟" (1991)، وغيره من الكتب والدراسات المنشورة في دوريات علمية محكّمة.

دراسة الثقافة السياسية: الإشكاليات المفهومية والآفاق البحثية

يُعد مصطلح "الثقافة" إشكاليًا من نواحٍ عديدة، ومردُّ ذلك في المقام الأول استخدامه بمعنيين مُتضادّين؛ إذ يُستخدم أصل مصطلح ثقافة/ مثقف للإشارة إلى التحصيل العلمي المتقدم والمتطور والسلوك الراقي. وهو غالبًا ما يُستخدم بهذا المعنى بوصفه مُرادفًا لكلمة "حضارة"، إشارةً إلى التفوق على "غير المتعلم"، وغير المهذب، والمبتذَل، و"الهمجي"... إلخ. وغالبًا ما يوحي أثناء استخدامه ضمن عبارة "الثقافة السياسية" بدلالاتٍ سلبية، أو محايدة على الأقل، مُشيرًا إلى معتقدات وأفكار وقيم يتشاركها المجتمع، أيًّا كانت. وفي الأدبيات، تُقارن الثقافات السياسية للديمقراطيات المتقدمة إيجابيًا مقابل الثقافات السياسية للديمقراطيات الهشة، حيث تُعد الثقافة السياسية متغيرًا مُفسِّرًا لمستوى هشاشة/ استقرار ديمقراطية ما. تتطرقُ هذه المحاضرة إلى التعقيدات الكامنة في هذا السجال، بدءًا من الادعاءين الضمنيين المتشابكين للثقافة بوصفها شرطًا مسبقًا للتنمية السياسية أو عقبةً أمامها. ففي الحالة الأولى، نشأت الثقافة السياسية بمعزلٍ عن الديمقراطية، بل إنها سهّلت تطورها. أمّا في الحالة الثانية، فتؤدي الثقافة السياسية دورًا معاكسًا، ما يتطلب التدخل السياسي من أجل "تطوير" الثقافة لتصبح الثقافة "الصحيحة". ومن المفارقات أنّ هذا التّدخل غالبًا ما يولّد الخلاف والصراع. وتحاجّ المحاضرة بأنّ الثقافة السياسية (خاصةً عند تعريفها بالمصادرة على المطلوب أنّها المواقف السائدة تجاه السياسة) تساهم بالفعل في تشكيل السياسة، وهي تتشكل أيضًا و/أو تتغير من خلال الفعل السياسي. ويكون الحل هو الاعتراف بأنّ الثقافة السياسية هي "سياسية" حقًا؛ ما يعني أنّها ساحة نزاع ومصادمات. ويستتبع هذا أنها قد لا تكون في الغالب "متمدنة" (أو مهذبة Civil) على الإطلاق.


عزمي بشارة

عزمي بشارة

المدير العام للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ورئيس مجلس أمناء معهد الدوحة للدراسات العليا. وهو مفكر وباحث عربي معروف، نشر مئات الأوراق والدراسات والبحوث في دوريات علمية بلغات مختلفة في الفكر السياسي والنظرية الاجتماعية والفلسفة، ومن أبرز مؤلفاته: "المجتمع المدني: دراسة نقدية" (1996)؛ و"في المسألة العربية: مقدمة لبيان ديمقراطي عربي" (2007)؛ و"الدين والعلمانية في سياق تاريخي" (جزآن في ثلاثة مجلدات 2011-2013)؛ و"في الثورة والقابلية للثورة" (2012)؛ و"الجيش والسياسة: إشكاليات نظرية ونماذج عربية" (2017)؛ و"مقالة في الحرية" (2016)؛ و"الطائفة، الطائفية، الطوائف المتخيلة" (2017)؛ و"في الإجابة عن سؤال: ما السلفية؟" (2018)؛ و"تنظيم الدولة المكنى 'داعش': إطار عام ومساهمة نقدية في فهم الظاهرة" (2018)؛ و"في الإجابة عن سؤال ما الشعبوية؟" (2019)؛ و"الانتقال الديمقراطي وإشكالياته: دراسة نظرية وتطبيقية مقارنة" (2020)، ومنها كتبٌ أصبحت مرجعيةً في مجالها. كما أنجز عملًا تأريخيًا تحليليًا وتوثيقيًا للثورات العربية التي اندلعت في عام 2011، ونشره في ثلاثة كتب هي: "الثورة التونسية المجيدة" (2011)؛ و"سورية درب الآلام نحو الحرية: محاولة في التاريخ الراهن" (2013)؛ و"ثورة مصر" (في مجلدين 2014).

الثقافة السياسية بلاءً: استخدامات الثقافة وإساءة استخدامها بوصفها مُتغيّرًا مُفسِّرًا في السياسة

تسعى هذه المحاضرة إلى الوقوف على الافتراض القائل إنّ بعض المعايير الراسخة في المؤسسات تأتي سابقةً على هذه المؤسسات، وتُجادل بأنّ هذه المعايير لا تسبق هذه المؤسسات بالضرورة فحسب، بل يُمكن أن تكون هذه المعايير أيضًا نتيجة عرضيةً لها. ولا توجد علاقة سببية مجرّدة تربط ما يسمى "الثقافة السياسية" بالنظام السياسي السائد. لذا، يجب أن يتمحور النقاش حول الثقافة السياسية في مقابل الثقافة بشكلٍ عام، حيث يجادل المحاضر أيضًا بأنّه لا توجد ثقافة سياسية يمكن أن تنطبق على شعب بأكمله. ويشرح أهمية الثقافة السياسية لدى النخبة أثناء الانتقال الديمقراطي، وأهمية توافر حدٍّ أدنى من الثقافة السياسية الديمقراطية بين النخب المؤثرة في المرحلتين الأولى والثانية من التحول الديمقراطي، وكذلك خلال الفترة التي يجري فيها ترسيخ الديمقراطية. ومن جانبٍ آخر، يجادل بأنّ الثقافة الجماهيرية الديمقراطية لا يمكن أن تنشأ في ظلّ السلطوية، وأنّه لا يجب إهمال الثقافة السياسية الشعبية أو التقليل من شأنها في السياقات التي يوجد فيها اقتراع عام ووصول واسع النطاق إلى وسائل الإعلام والاتصال.


مارك تيسلر

مارك تيسلر

أستاذ كرسي صموئيل ج. إلدرسفيلد للعلوم السياسية بجامعة ميشيغان في الولايات المتحدة. أجرى بحوثًا ميدانية في تونس والمغرب ومصر وفلسطين وإسرائيل وقطر. وهو مؤسس ومدير مشارك لمشروع "الباروميتر العربي". له العديد من الدراسات المبنية على بيانات حول المواقف والقيم التي يتبناها المواطنون العاديون في الشرق الأوسط. وهو مؤلف (مشارك) ومحرر (مشارك) لستة عشر كتابًا من بينها: Public Opinion in the Middle East: Survey Research and the Political Orientations of Ordinary Citizens (2011); Islam and Politics in the Middle East: Explaining the Views of Ordinary Citizens (2015); Social Science Research in the Arab World and Beyond: A Guide for Students, Instructors, and Researchers (2022).

عن الثقافة السياسية والانتقال الديمقراطي

تروم هذه المحاضرة بحثَ تأثير المشاركة الانتخابية والتصويت على العلاقة بين امتلاك القيم الديمقراطية والتأييد المُعلَن للديمقراطية على مستوى التحليل الفردي. ويُقاس هذا التأثير في ستة بلدان عربية (الجزائر، وتونس، ومصر، ولبنان، وفلسطين، والأردن) وفي ثلاثة أزمان (2013، و2018، و2022). تركز دراسات الديمقراطية والتحول الديمقراطي على مواقف وقيم وأنماط سلوك المواطنين العاديين. وتأتي الثقة السياسية، والفاعلية السياسية، والمعرفة السياسية، والثقة الشخصية، والمشاركة المجتمعية، من بين التوجهات المعيارية والسلوكية ذات الصلة. وتحاجّ المحاضرة بأن هذه التوجهات، على المستوى الفردي، تُحدِّد التوجه الثقافي السياسي "الديمقراطي". وتتناول أثر التصويت في العلاقة بين الاعتقاد أنّ الديمقراطية هي النظام السياسي الأمثل وامتلاك القيم والمواقف الديمقراطية. وباستخدام بيانات "الباروميتر العربي"، تختبرُ المحاضرة فرضيتين. أولًا، عندما تكون الانتخابات حرة ونزيهة إلى حدٍّ بعيد، تكون العلاقة أقوى بين أولئك الذين شاركوا في التصويت مقارنةً بالعلاقة التي تربطُ أولئك الذين لم يشاركوا. ثانيًا، عندما تكون الانتخابات غير حرة وغير نزيهة إلى حدٍّ بعيد، تكون العلاقة بين أولئك الذين شاركوا في التصويت أضعف من العلاقة التي تربطُ أولئك الذين لم يشاركوا في التصويت.


والتر أرمبرست

والتر أرمبرست

أستاذ دراسات الشرق الأوسط الحديثة بكلية الدراسات الآسيوية والشرق أوسطية وزميل بكلية سانت أنتوني في جامعة أكسفورد بالمملكة المتحدة. وهو أنثروبولوجي تهتم أبحاثه بالإعلام الجماهيري والثقافة الشعبية والسياسة، مع التركيز على مصر على نحو خاص. من أحدث مؤلفاته كتاب

Martyrs and Tricksters: An Ethnography of the Egyptian Revolution (جامعة برينستون، 2019);
ودراسة بعنوان "Meandering through the Magazine: Print Culture(s) and Reading Practices in Interwar Egypt" (Middle East Journal of Culture and Communication, 2022).

 

الثقافة السياسية والانتخابات وممارسات الحكم في ستة بلدان عربية

تُعاين هذه المحاضرة المقاربات الأنثروبولوجية للثورة، مع إيلاء اهتمام خاص بالدراسات الحديثة المتعلقة بالانتفاضات العربية التي اندلعت عام 2011. ليس للأنثروبولوجيا تاريخ طويل من الاشتباك الواضح مع الثورة بوصفها ظاهرةً سياسية واجتماعية. لكن إثر الحاجة إلى تفسير الاضطرابات السياسية الأخيرة في عدد من المناطق، ظهرت اتجاهات فكرية جديدة حول هذه المسألة، وبات هناك جهود حثيثة لصياغة رؤى أنثروبولوجية جديدة حول الثورات السياسية، ومراجعة التقاليد البحثية التي يُمكن البناء عليها لبلورة أنثروبولوجيا حقيقية للثورة. يأتي اهتمام الأنثروبولوجيا الطفيف نسبيًا بالثورة السياسية بوصفه حدثًا على النقيض من التوجُّه التخصصي الحاد تجاه فهم العمليات السياسية، لا سيما في العقود الأخيرة. وتعكس أنثروبولوجيا الثورة، إلى حدٍّ ما، توترات بين التفسيرات البنيوية والتفسيرات النسبية في التخصصات ذات التقاليد الراسخة في بحوث الثورة بوصفها ظاهرةً اجتماعية وسياسية: العلوم السياسية، وعلم الاجتماع، والتاريخ. ومع ذلك، يمكن القول إنّ التزام التخصص المستمر بـ "ملاحظة المشاركين" يمنح أنثروبولوجيا الثورة منظورًا متميّزًا، سواء كان التركيز على الأحداث، أو الأنماط الاجتماعية الطويلة المدى.


ونفانغ تانغ

ونفانغ تانغ

أستاذ كرسي الرئاسة وعميد كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية في الجامعة الصينية بهونغ كونغ في شنجن. تركز أبحاثه على الرأي العام والثقافة السياسية والسياسة الجماهيرية. أدى دورًا رائدًا في الاستطلاعين السادس والسابع لرابطة مسح القيم العالمية World Values Surveys في الصين، وشغل منصب عضو اللجنة الاستشارية الأكاديمية لاستطلاع Chinese Family Panel في جامعة بكين، واستطلاع Chinese General Social في جامعة رنمين، واستطلاع Chinese Labor Dynamics Survey في جامعة صن يات سين. وهو رئيس تحرير مشارك بقسم الحوكمة المقارنة في دورية Frontiers in Political Science، وعضو هيئة تحرير دوريتَي Political Psychology، و Advances in Political Psychology، وعضو اللجنة التنفيذية لقسم الرأي العام المقارن بجمعية العلوم السياسية الدولية. حصل كتابه "Populist Authoritarianism: Chinese Political Culture and Regime Sustainability" (دار نشر جامعة أكسفورد، 2016) على جائزة CHOICE Outstanding Academic Title.

أنماط وأحداث: في أنثروبولوجيا الثورة

تُعيد هذه المحاضرة النظر في نظرية الديمقراطية من خلال دراسة الثقافة السياسية في مجتمعات مختلفة. تُناقَش أولًا الجذور الفلسفية والمؤسسية للمفهوم الغربي للديمقراطية. ثم تُبيّن كيف أن الدراسة التقليدية للديمقراطية تُمثل وجهة نظر النخب الليبرالية الغربية للعالم، في حين تتجاهل التصور العام. واستنادًا إلى بيانات رابطة مسح القيم العالمية، تُظهِر المحاضرة أنّ المستجيبين الصينيين يعبّرون عن مستوى عالٍ من الرضا عن الديمقراطية في بلادهم، وأنّ فهمهم للديمقراطية لا يختلف كثيرًا عن المفهوم الغربي لها. وتستنتج المحاضرة أنّ الثقافة السياسية، كما حددها تصور الناس للديمقراطية، يجب أن تُدرج في نظرية الديمقراطية. وتُشير المحاضرة إلى أنّ النخب الغربية قد بالغت في تضخيم الفجوة الأيديولوجية بين الحضارات، وقلّلت من احتمالات وجود احتياجات مشتركة وتعاون في مجتمعات مختلفة.