المشاركون

إرنستو اسبيندولا

إرنستو اسبيندولا

جامعة إسكس - المملكة المتحدة

باحث دكتوراه في دراسات الحكومة بجامعة إسكس في المملكة المتحدة. حاصل على الماجستير في الأيديولوجيا وتحليل الخطاب من الجامعة نفسها، والماجستير في السياسة العامة من كلية أميركا اللاتينية للعلوم الاجتماعية في الإكوادور، والبكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة بلغرانو في الأرجنتين. عمل موظفًا عموميًا في وزارة الخارجية الإكوادورية، وفي بنك التنمية في الإكوادور. تتركز اهتماماته الأكاديمية في تقاطع النظرية السياسية، والتحليل النفسي اللاكاني، والدين، والأيديولوجيا في سياقات ما بعد الاستعمار. صدر له كتابٌ عن معنى بقاء ضريبة العشر في الإكوادور خلال القرن التاسع عشر.

مقاربة نفسية - اجتماعية لفهم "عدم الاستقرار الدستوري" في الإكوادور

استبدلت الإكوادور دستورها تسع عشرة مرة منذ استقلالها. وقد عُقدت المجالس التأسيسية المسؤولة عن صياغة الدستور الجديد من جانب زعماء ديمقراطيين وآخرين "كوديلو" (زعماء "سلطويين"). وبناءً عليه، كيف يُمكن وصف "التقلّب" الدستوري في الإكوادور وتفسيره على أفضل وجه؟ تتحدث الأدبيات المتعلقة بعدم الاستقرار الدستوري عن التفسيرات القانونية والاقتصادية، المعتمدة على السياق أو المؤسسية. وعلى الرغم من فائدة هذه الأدبيات، فإنها تعجزُ عن تحديد الأيديولوجيا المهيمنة وتوضيحها، الناتجة من الإلغاء المتكرر لاستبدال الدستور النافذ. ومن منظور متعدد التخصصات، تساهم هذه الورقة في فهم هذا النوع من الظواهر العاطفية في أميركا اللاتينية الرئاسية. واعتمادًا على التاريخ والأيديولوجيا والتحليل النفسي، تُحلّل الورقة، تاريخيًا، خطاب القبضة الأيديولوجية المستمد من التدمير المستمر للميثاق الإكوادوري، وتجادل بأن تاريخ الإكوادور الطويل من عدم الاستقرار السياسي قد أدى إلى ثقافة سياسية تميل إلى دعم القادة المسيحانيين؛ أي المشرعين الذين اختلطت صورهم بالتطلع إلى الاستقرار الدائم الموجود في المجالس التأسيسية. وتُركز الورقة على المجالس التأسيسية في الأعوام 1869 و2007-2008. وقد تأثرت هذه العمليات الدستورية كثيرًا بالرؤساء غابرييل غارسيا مورينو (1861-1865)، وإلوي ألفارو (1897-1901، و1906-1911)، ورفاييل كوريا (2007-2017)، الذين يُعَدّون "المشرعين" الرئيسين في تاريخ الإكوادور.


أماني محرز

أماني محرز

جامعة أوروبا الوسطى

باحثة دكتوراه في السياسة المقارنة بكلية الدكتوراه في العلوم السياسية والسياسات العامة والعلاقات الدولية في جامعة أوروبا الوسطى. وهي زميلة مستجدة في جمعية التعلم التحليلي للإسلام والمجتمعات الإسلامية بجامعة ديوك في الولايات المتحدة، ورئيسة مجموعة البحث "منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" (MENAS) بجامعة أوروبا الوسطى في بودابست، وباحثة مشاركة رئيسة في مشروع الانتخابات العربية، وقد كانت باحثة مشاركة رئيسة في استطلاع ما بعد الانتخابات الذي أجري في تونس، والذي يساهم في الدراسة المقارنة للأنظمة الانتخابية.

عندما يستحيل اليمين يسارًا: القيم والسلوك الانتخابي في تونس

وفقًا لنظريات الاختلافات الأيديولوجية، يُتوقع أن يكون الأفراد المؤيدون لقيم الحرية والعدالة والمساواة يساريين، في حين يُتوقع أن يكون الأفراد المؤيدون للقيم السلطوية يمينيين. تفترض هذه الورقة أن مثل هذه الثنائيات لا تُفسّر الحالة في العالم العربي. ففي سياق مسارات تشكّل الدولة، أيّد اليساريون والعلمانيون خطابًا سلطويًا قوميًا لبناء دول ما بعد الاستعمار، في حين أيّد الإسلاميون خطاب الحرية والعدالة في ردة فعلٍ على قمع الدولة. وباستخدام بيانات المسح التمثيلية الأصلية، التي جُمعت مباشرةً بعد الانتخابات التونسية لعام 2019، تختبر الورقة هذه الفرضية من خلال فحص القيم التي تحدد سلوك تصويت المواطنين في كل من الانتخابات البرلمانية والرئاسية. وتُظهر النتائج أن الأشخاص الذين يؤيدون قيم الحرية والعدالة هم أكثر عرضةً للتصويت للأحزاب الإسلامية اليمينية، في حين يميلُ أولئك المؤيدون للقيم السلطوية القومية إلى التصويت للأحزاب اليسارية. وتمنحنا هذه النتائج مؤشرات مهمة لدراسة السلوك الانتخابي في العالم العربي، وفي حقل السياسة المقارنة.


آيفر أردوغان شافاك

آيفر أردوغان شافاك

جامعة يلدز التقنية - إسطنبول

محاضرة اللغات الحديثة في جامعة يلدز التقنية بإسطنبول. حاصلة على الدكتوراه في العلاقات الدولية والعلوم السياسية من الجامعة نفسها، والماجستير في السياسة والدراسات الدولية في الدراسات الأوروبية الآسيوية من جامعة أوبسالا. تتركز اهتماماتها البحثية في التحول الديمقراطي، والعلاقات المدنية - العسكرية، والمجتمع المدني، والإسلام والسياسة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. لها مؤلفات عن سياسات ما بعد الربيع العربي في تونس ومصر، والتحول الديمقراطي، والحركات الإسلامية السياسية، والمجتمع المدني في الشرق الأوسط، من آخرها كتاب Arab Spring-Arab Fall: Divergent Transitions in Post-2011 Tunisia and Egypt (ليكسينغتون، 2021).

ما بعد الإسلاموية في تونس وتركيا: مسارات متباينة

شهد حزب العدالة والتنمية في تركيا وحزب النهضة في تونس تحولات كبيرة على مستوى الخطاب السياسي والسياسات العامة؛ إذ تجاوز الحزبان الحدود الضيقة للإسلاموية، وناضلا لدمج التدين في إطار الدولة المدنية الحديثة، ومواءمة الإسلام مع الديمقراطية. ونظرًا إلى هذه التحولات الكبرى، يمكن معالجة التجربة السياسية للحزبين في إطار "ما بعد الإسلاموية"، وهو مصطلح ابتكره آصف بيات. تتعمق هذه الورقة في التجارب المتنوعة لهذين الحزبين البارزين، اعتمادًا على تجربتهما، محاولةً الإجابة عن سؤالٍ رئيس: كيف تتباعد الأحزاب ما بعد الإسلاموية على مستوى الأيديولوجيا والخطاب والاستراتيجيات فيما يخص التحوّل الديمقراطي في تونس وتركيا؟ وتجادل الورقة بأن الاختلافات في المسارات السياسية لهذه البلدان تتشكل، إلى حدٍّ بعيد، من خلال أساليب قيادة الأحزاب، وفهمهم للديمقراطية، والسياسة داخل الأحزاب، والخيارات الاستراتيجية والتكتيكية للأحزاب في الأوقات الحرجة (مثل تشكيل التحالفات، ورؤيتهم لصياغة الدستور، والاختيار بين النظام الرئاسي والنظام البرلماني). وبناءً عليه، تهدف الورقة إلى تسليط الضوء على العلاقة بين الأحزاب ما بعد الإسلاموية ومسار التحول/ التراجع الديمقراطي في تونس وتركيا، في سياقٍ مقارن.


باولينا فارسا

باولينا فارسا

جامعة وارسو - بولندا

باحثة دكتوراه بجامعة وارسو في بولندا، وباحثة دكتوراه زائرة في مركز الشرق الأوسط بكلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، المملكة المتحدة. كانت متدربة في قسم الشؤون السياسية والسياسة الأمنية، وقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وكذلك في مكتب الأمن القومي بمنظمة حلف شمال الأطلسي "الناتو". تُركّز أبحاثها على تحليل المستويات والجوانب المختلفة للهوية وتفكيكها، بوصفها أحد العوامل المُحدِّدة لاستقرار الدولة في الشرق الأوسط.

فكرة المواطنة في العراق: بين شعارَي "لا دولة" و"نريد وطنًا"

تسعى هذه الورقة إلى تحليل مقابلات مع خمسين عراقيًا من أنصار تظاهرات تشرين العراقية (تشرين الأول/ أكتوبر 2019)، من منظور خطاب أوسع حول الهوية الوطنية للعراقيين، وأهميّتها لاستقرار الدولة. كانت شعارات "لا دولة" و"نريد وطنًا" مركزيةً في خطاب المُحتجّين. ومع توسع النظام الويستفالي إلى العالم غير الأوروبي، المتجسّد في نموذج ولاية ويلسون في العراق عام 1932، عُمم مبدأ السيادة عالميًا؛ ما أدى إلى انعدام الاستقرار الداخلي بالنسبة إلى العديد من دول ما بعد الاستعمار، وهو أمرٌ أكّد صحّة ادعاء مفاده أنّ إنهاء الاستعمار يعني نهاية الدولة الإمبريالية. لذا، لم يعد من الضروري الاقتران بين عمليات تحديد السيادة بحكم الأمر الواقع والسيادة بحكم القانون. فما الذي يُشكّل، إذًا، اختلافًا جوهريًا بين الدولة واللادولة، وبين الدولة والوطن، بالنسبة إلى العراقيين المعاصرين؟ توجد فكرة سائدة عن العلاقة الثنائية بين الدولة الضعيفة والمجتمع القوي، ثم الدولة القوية والمجتمع الضعيف الذي يُمكّن السلطوية. ويُعد هذا التناقض في الواقع منقوصًا وغير مُطلق؛ إذ يُفهم تحديد العراقيين لهويتهم على أنّه تحرُّر من خلال التفاوض على المعنى والعلاقة الانعكاسية مع دولة ما بعد الاستعمار. ولا تُشير كلمة "ما بعد" إلى تسلسل زمني، بل إنها تشير إلى سلسلة متصلة مُحدَّدة من النتائج؛ وهي، بالفعل، أثرٌ انعكاسي للحقبة السابقة. وهكذا، تتشابك الهوية الوطنية للعراقيين مع خطاب شرعية الدولة والمجتمع المدني، وبات الاحتجاج طقسًا أدائيًا لتحرير المواطنة بالنسبة إلى المستجيبين.


جوزيف رودريغيز

جوزيف رودريغيز

جامعة ديوك - الولايات المتحدة

باحث دكتوراه في العلوم السياسية بجامعة ديوك، الولايات المتحدة. تركز اهتماماته البحثية على النظرية السياسية المعيارية، والقانون والفقه الدستوري، والتعليم. قبل التحاقه بجامعة ديوك، أكمل دراسته الجامعية في جامعة كاليفورنيا - بيركلي، متخصصًا في العلوم السياسية والفلسفة.

التعليم من أجل الديمقراطية: التنشئة السياسية لأزمنة غير ديمقراطية

تتعامل النظرية الديمقراطية المعاصرة مع مسألة التنشئة السياسية للمواطنين بوصفه أمرًا مسلّمًا به إلى حدٍّ بعيد، وهو أمرٌ يُعّدُ إشكاليًا؛ لأن الديمقراطية هي الشكل الأكثر تطلبًا من الناحية المعرفية للتنظيم السياسي. وإذا كانت قوة الديمقراطية تعتمد على المواطنين النشطين والمستقلين والمتعلمين مدنيًا، فكيف تجري تنشئتهم؟ لا ترتبطُ الأسئلة المتعلقة بالتعليم بالمسائل التقنية فحسب، على شاكلة كيفية التدريس، بل إنها أسئلة أخلاقية وسياسية أيضًا؛ فما الذي يجب تدريسه؟ ولمن يجب أن يكون هذا التدريس؟ ولأي غاية أو غايات؟ وبأي حق؟ وبناءً عليه، لا يُمكن الفصل بين التعليم والسياسة، لأن التعليم يتعلق بتكوين الأجيال القادمة. تهدفُ هذه الورقة إلى فحص الأسس المعيارية للتعليم. ويُثبت اقتراح استراتيجية توضّح الإمكانيات الديمقراطية للتعليم أن التنشئة الديمقراطية يمكن أن تحدث في المدارس. أما الفكرة الكبرى التي تجادل بها الورقة، فيمكن اختصارها في أن لا أحد يولد مواطنًا ديمقراطيًا، وفي أن التنشئة الديمقراطية تتطلب عملًا شاقًا؛ ما يضع على عاتق المؤسسات الديمقراطية مهمة تنشئتنا وتشكيلنا لنكون أكثر ديمقراطيةً.


جوليا ماكاريو

جوليا ماكاريو

جامعة القلب المقدس الكاثوليكية - ميلانو

باحثة دكتوراه في المؤسسات والسياسة بجامعة القلب المقدس الكاثوليكية في ميلانو بإيطاليا. عملت مساعدة باحثة في مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية. تركز في أبحاثها على السياسة الأردنية، والإسلاموية، وحضور الدين في المجال العام في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إضافةً إلى دراسة الإسلام السياسي، والنشاط والمشاركة السياسية، والعنف السياسي، فضلًا عن دراسات الجندر، والدراسات الدينية، وذلك من خلال اعتماد مقاربات أنطونيو غرامشي ودراسات التابع وتفكيك الاستعمار. وتُركّز أطروحتها للدكتوراه على النساء في جماعة الإخوان المسلمين الأردنية، اعتمادًا على دراسات الأفعال الأدائية والسياسة، ومنهج تاريخي في دراسة الحالة.

تحدي قيم الإلحاق: المشاركة السياسية للمرأة داخل جماعة الإخوان المسلمين في الأردن

تسعى هذه الورقة إلى فهم "لغز" المشاركة السياسية للمرأة داخل جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، اعتمادًا على الإطار النظري الذي توفره دراسات الأفعال الأدائية والسياسية وتهدفُ إلى إعادة كتابة تاريخ مشاركة المرأة داخل هذه الجماعة منذ أوائل خمسينيات القرن الماضي حتى اليوم، من خلال النظر في طبيعة عملهن ومشاركتهن وسرد وجهات نظرهن حول الجماعة، وعكس فهمهن لطبيعة القيادة والسلطة داخل الجماعة، بما في ذلك فروع الحزب السياسي (1992-)، وذلك عبر ثلاثة مستويات، هي: مشاركة المرأة في فرع الحزب السياسي الرئيس (جبهة العمل الإسلامي)، ومشاركة المرأة في الأحزاب التي انفصلت عن جبهة العمل الإسلامي بعد انقسام عام 2011، ومشاركة المرأة في القطاعات التربوية والخيرية الإسلامية. وبذلك، تُمثل الورقة مساهمة في فهم التقاطع بين دراسات المرأة والإسلاموية، ذات الصلة بفهم الأحزاب الإسلامية في المنطقة ومعالجة المشاركة السياسية للمرأة.


روبرت السعدي

روبرت السعدي

كلية بورتلاند المجتمعية - الولايات المتحدة الأميركية

محاضر في قسم العلوم السياسية في كلية بورتلاند المجتمعية بأوريغون في الولايات المتحدة الأميركية. حاصل على الدكتوراه والماجستير من قسم العلوم السياسية في جامعة مينيسوتا، والبكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة آيوا في الولايات المتحدة. تركز اهتماماته البحثية والتدريسية على نظريات العلاقات الدولية، والأمن الدولي، والسياسة الإيرانية الحديثة والمعاصرة، والسياسة الخارجية الأميركية. وهو مؤلف كتاب Post-Revolutionary Iran: The Leader, the People, and the Three Powers (رومان وليتلفيلد للنشر، 2021).

تحولات المواقف السياسية وقت الأزمة: الثقافة السياسية في إيران المعاصرة

تستكشف هذه الورقة مظاهر متنوعة للأزمات، وتأثيرها في الثقافة السياسية، من خلال دراسة حالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وتتبع الورقة منهجًا مختلطًا لشرح معنى الأزمة وتحديد نتائجها المتعلقة بالثقافة السياسية في الحالة الإيرانية، وذلك استنادًا إلى التحليل الكمي لبيانات المسح الاجتماعي (المستقاة من رابطة مسح القيم العالمية، واستطلاع إيران، ومجموعة تحليل المواقف وقياسها في إيران، والتحليل الكيفي للحركات الاجتماعية المطالبة بالإصلاحات. وبذلك، تسلط الورقة الضوء على ديناميكيات إعادة إنتاج النظام واستمراريته، والتحولات الأوسع نطاقًا في الثقافة السياسية الجماهيرية في إيران، وتُقدم منظورًا جديدًا لفهم العلاقة بين الثقافة والأزمة، اعتمادًا على اقتراح مصطلح "نموذج التحوّل الثقافي"، مُحاجّةً بأنّ المجتمعات تلجأ إلى الاحتجاج عندما يُواجه التغيّر الثقافي (انخفاض الثقة بالحكومة) بالقمع بدلًا من الإصلاح من الدولة. وبناءً عليه، تساهم الورقة في فهم تحولات الثقافة السياسية وقت الأزمة من خلال إظهار أهمية الانتباه إلى انخفاض الثقة العامة بمؤسسات الدولة، بدلًا من اعتماد معيار ثقافي ثابت، من أجل فهم كيفية تشكيل التغيّر الثقافي للعمل السياسي.


زينو كيجيجولو

زينو كيجيجولو

جامعة ولاية ميشيغان

باحثة دكتوراه في قسم العلاقات الدولية في جامعة كوتش بإسطنبول في تركيا. عملت مساعدة بحث وتدريس في جامعتَي سابانجي وكوتش. تناول بحثها في مرحلة الماجستير أثر الروابط الإثنية والدينية في ظهور التضامن واستمراره بين المواطنين العرب - الأتراك والسوريين من جهة، ومناطق الخلاف والصراع بين المجتمعين في تركيا من جهةٍ أخرى. تشمل اهتماماتها البحثية القومية، وبناء الدولة، ودراسات الهجرة، وسياسات الهوية. عُرضت أبحاثها في المؤتمرات الدولية التي نظمتها جمعية دراسة القوميات في نيويورك، وجامعة هومبولت في برلين.

كيف يؤثر الدين في صنع السياسات: حقوق الإجهاض في بولندا وتركيا من منظور السياسة المقارنة

تُظهر الأدبيات تشابهًا بين بولندا وتركيا من حيث العوامل التي تشرح الوضع القانوني (أو غير القانوني) للإجهاض، مثل تأثير الدين في صنع السياسات، والدور الذي يؤديه كلّ من السكان المحافظين، والشعبوية السلطوية، والحركة النسوية، والقومية الحصرية النافية للغير والمعادية للعولمة. ومن ثمّ، لِمَ حُظر الإجهاض في بولندا، في حين لم تنجح المحاولات القانونية لحظره في تركيا، رغم أن بولندا أكثر ديمقراطيةً، وتُقدم مؤشرات أفضل بشأن تمكين المرأة والمساواة بين الجنسين، إضافةً إلى كونها عضوًا في الاتحاد الأوروبي؟ تجادل هذه الورقة بأن دور الدين في عملية بناء الدولة يفسر لنا الاختلاف. فرغم الدور الأساس الذي أدته التعبئة الدينية في بناء الدولة البولندية والتركية، فإن تأثير الكنيسة الكاثوليكية ظلّ مستمرًا في بولندا، على عكس تركيا، التي اتجهت نخبتها السياسية إلى التحديث العلماني الذي قسّم المجتمع على أسس علمانية ودينية. ورغم الحضور المتزايد للدين في السياسة والمجتمع في تركيا، فإن المجتمع التركي بأسره لا يرى الدين منقذًا للأمة، على عكس بولندا؛ ما يدلّ على أن قدرة الدين على تنظيم الحياة الاجتماعية والسياسة في تركيا أقل من قدرته على ذلك في بولندا.


سيلفيا - لوكريشيا نيكولا

سيلفيا - لوكريشيا نيكولا

جامعة كوتش - إسطنبول

باحثة مشاركة في مركز التاريخ العسكري والعلوم الاجتماعية في البوندسوير بألمانيا، وباحثة دكتوراه في جامعة برلين الحرة. تبحث أطروحتها للدكتوراه في العلاقات بين ألمانيا وإقليم كردستان العراق، اعتمادًا على بحثٍ ميداني مُنجز في كردستان العراق. تشمل اهتماماتها البحثية الدراسات الأمنية، وتحولات ما بعد النزاع، والاقتصاد السياسي، والهجرة. وقد تناولت آخر دراستين لها الوضع السياسي والعسكري في مدينة سنجار العراقية بعد عام 2014، واتجاهات الهجرة بعد الأزمة المالية الأخيرة في إقليم كردستان العراق.

كيف توجه القيم السياسة: إلى أي مدى تساهم ثقافة ضبط النفس العسكري الألمانية في استقرار العراق وإقليم كردستان العراق؟

ينصب التركيز عادةً على الولايات المتحدة، أو المملكة المتحدة، أو فرنسا أثناء الحديث عن الأدوار الحاسمة للفاعلين الغربيين في الشرق الأوسط، مع إهمالٍ للدور الألماني، رغم الأهمية الجيوستراتيجية البالغة لإقليم كردستان العراق من المنظور الأوروبي. وتبدو احتمالية تقبُّل التدخل الألماني في العراق والترحيب به معقولةً، بوصفه قوة غير منتدبة وثاني أكبر الدول المانحة للمساعدات، وبلدًا يحجم عن التدخل العسكري. وفي حين تُخبرنا الأدبيات عن الثقافة الألمانية التي تطوّرت تاريخيًا لضبط النفس العسكري الاستراتيجي، فإننا ما زلنا لا نعرفُ الكثير عن تأثير الوسائل الأخرى المستخدمة لتعزيز الاستقرار والتغيير السياسي وتحويل النزاعات. في هذا السياق، تحاول هذه الورقة الإجابة عن سؤالٍ رئيس: ما الأفكار والقيم التي روجت لها ألمانيا خلال تفاعلاتها مع العراق وإقليم كردستان العراق في الفترة 1991-2020؟ ستعتمد الورقة على بحث ميداني مُنجز في الفترة 2019-2022، يُركّز على الطريقة التي طُبّقت بها مجموعات محددة من القيم والمعتقدات والمواقف الألمانية في العراق وإقليم كردستان العراق، مستهدفةً المؤسسات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني، لتعزيز الاستقرار والتغيير السياسي، وتحويل النزاع إلى خارج المجال العسكري.


كارمن فولكو

كارمن فولكو

جامعة أوتاغو - نيوزيلندا

مساعدة تدريس في قسم العلوم السياسية بجامعة أوتاغو في نيوزيلندا. حاصلة على الماجستير والبكالوريوس في الدراسات الشرقية من جامعة روما سابينزا في إيطاليا. تشمل اهتماماتها البحثية العلاقة بين السياسة والدين، وبناء التحالفات، والشعبوية، في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مع التركيز على مصر وتونس. تستكشف أطروحتها للدكتوراه قدرة حركة النهضة في تونس والإخوان المسلمين في مصر على التغيير، من خلال تفكيك دينامياتهم التنظيمية في فترة ما بعد الانتفاضات (2011-2020)، وتقييم التأثيرات العامة التي تركتها تلك الديناميات في مؤسساتهم بعد عشرة أعوام.

عندما تعوق القيم بناء التحالفات: دراسة في حالة المعارضة التونسية ما بعد تموز/ يوليو 2021

انزلقت السياسة الداخلية التونسية إلى حالة من الجمود المؤسسي والسياسي، بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية لعام 2019. ففي ظلّ احتجاجات مناهضة للحكومة واسعة النطاق، أطاح الرئيس التونسي قيس سعيّد رئيسَ الوزراء، وعلّق البرلمان في 25 تموز/ يوليو 2021. في الأشهر الستة الأولى، بعد استيلاء الرئيس على السلطة، اتخذ قادة الأحزاب والجهات الفاعلة المدنية الرئيسة مواقف متباينة ومتضاربة ومنفصلة بشأن خطوة سعيّد. واعتمادًا على منظور الحزب السياسي، تدعو هذه الورقة إلى بحث الإرث التاريخي لبناء التحالفات في تونس، من خلال الاستفادة من أطروحة تيموثي ميتشل المتعلقة بتأثير الدولة من منظور تاريخي. وبناءً عليه، تؤكد الورقة أن إبرام التحالفات في تونس، ما بعد تموز/ يوليو 2021، يتبع أنماط تنسيق معارضة مماثلة للمعارضة المنبثقة من فكرة الدولة التونسية ذات الحزب الواحد. وأثناء وقوع الانقلاب الرئاسي لسعيّد، فضّلت القوى السياسية أن تتّحد بشكلٍ حصري وانتقائي، مدفوعةً بـ "الانقسام العلماني - الإسلامي" الذي تغذيه الدولة التونسية ذات الحزب الواحد. ويُمثل الإجماع الانتقائي التونسي الذي ظهر خلال سيناريو ما بعد 2021، دراسة حالة مفيدة لفهم كيفية قيادة قيم مسبقة لمجموعة ما سياسةَ التحالف؛ ومن ثم، فهي تساهم في الارتداد نحو السلطوية.


كورينا لوزوفان

كورينا لوزوفان

الجامعة البرتغالية الكاثوليكية

باحثة دكتوراه في العلوم السياسية والعلاقات الدولية في معهد الدراسات السياسية بالجامعة البرتغالية الكاثوليكية. حاصلة على الماجستير في دراسات الشرق الأوسط والدبلوم العالي في الدراسات الاستراتيجية والأمنية من جامعة لوند في السويد. تركز اهتماماتها البحثية على السياسة والحكم والانتقال والتاريخ والصراع والفن والدين في الشرق الأوسط، ولا سيما منطقة الخليج، وخصوصًاأنها كانت باحثة زائرة، مدة عام، في جامعة السلطان قابوس بسلطنة عُمان.

الشباب والتعبير السياسي في المجال الافتراضي: نظرة في الثقافة السياسية للمجتمع العُماني المعاصر

شهدت عُمان مبادرات شبابية متفرقة تشكو نقص الفرص. مع ذلك، ما زالت محاولات فهم الثقافة السياسية في عُمان محدودة ولا تأخذ بالاعتبار أصوات الشباب. وفي ذلك، تجادل هذه الورقة بأن المواطن العُماني ظهر مواطنًا محايدًا في هذه العملية، أو "فردًا يتسم بقلة المواقف، أو محدودية التعبير عن الذات في المجال العام، فيما يخص الشؤون السياسية" بحسب الورقة نفسها. يُنظر إلى الشخص المحايد غالبًا على أنه غير مُسيّس. لكن في هذه الحالة، تحاجّ الورقة بأن الحياد هو في حد ذاته خيار سياسي، وهو أمرٌ يتعارض مع التصورات السائدة عن العُمانيين على أنهم غير مكترثين بالسياسة أو معزولين عنها. يتابع العديد من الشباب العُمانيين ما يطرأ حولهم من أحداثٍ سياسية، وينخرطون في نشاطٍ معها في المجال الافتراضي، رغم فقدان المشاركة السياسية؛ ما يدلّ على عدم جمود الثقافة السياسية في البلاد. وتُعدُّ الديناميات المُعقّدة للتغيرات الداخلية والخارجية ضرورية لفهم كيفية تتطور الثقافة السياسية وتأثيرها في العلاقة بين النخب والمواطنين. واستنادًا إلى بحث ميداني، تُركّز الورقة على الشباب العُمانيين النابضين بالحياة؛ لمحاولة فهم وجهات نظرهم وتصوّراتهم بشأن المشاركة السياسية، وتبحثُ في كيفية إعادة المواطنين العمانيين الشباب تعريف القيم التي توجه السياسة؛ ومن ثمّ يصبحون محركًا للتغييرات المحتملة، وكيفية تمييز هؤلاء الشباب أنفسهم من الأجيال الأكبر سنًّا، في حين يراقبون التحديات الجديدة ومشهد انتقال القيادة إلى السلطان هيثم بن طارق منذ عام 2020.


ماركو يوفانوفيتش

ماركو يوفانوفيتش

جامعة بلغراد

مساعد باحث في معهد العلوم الاجتماعية بجامعة بلغراد. حاصل على الماجستير والبكالوريوس من قسم الدراسات الشرقية في كلية الفيلولوجيا بجامعة بلغراد، وعلى الماجستير الثاني في السياسة الدولية من كلية العلوم السياسية بالجامعة نفسها. تدور اهتماماته البحثية حول الدراسات الإسلامية ودراسات الشرق الأوسط، إضافة إلى العلوم السياسية وبحوث الرأي العام. وقد عرض أبحاثه في عددٍ من الجامعات، من بينها كامبريدج وهارفارد وشيكاغو وإدنبرة وسانت أندروز وبون وبراتيسلافا وصوفيا ويريفان.

مؤشرات المواقف المناهضة للولايات المتحدة في الدول العربية

تبحث هذه الورقة في المواقف السلبية تجاه السياسة الخارجية ومواطني الولايات المتحدة الأميركية المقيمين في العالم العربي، مع إلقاء نظرة على الأدبيات التي تعالج جذور المشاعر المعادية للولايات المتحدة لدى الشعوب العربية. وبناءً على ذلك، تناقش الورقة بأن الهيمنة، ونمط التدين، والرضا الأميركي عن الظروف الداخلية في بلد معيّن، والانفتاح العام على العالم، كلها عوامل تساهم في تحديد مقدار العداء السياسي والمجتمعي للولايات المتحدة لدى شعوب الدول العربية. وتختبر الورقة هذه الفرضية من خلال بيانات الدورة الخامسة للباروميتر العربي لعامي 2018 و2019، وهو استطلاع رأي عام إقليمي نُفّذ في 12 دولة مختلفة.


محمد الأشمر

محمد الأشمر

جامعة سانت أندروز - المملكة المتحدة

باحث دكتوراه في كلية العلاقات الدولية وزميل باحث في مركز الدراسات السورية بجامعة سانت أندروز بالمملكة المتحدة. عمل زميلًا في مجال السياسات ومساعد باحث في معهد الجامعة الأوروبية وبرنامج اتجاهات الشرق الأوسط التابع للمعهد، وعمل زميلًا باحثًا في المركز السوري لبحوث السياسات في بيروت، وهو ذو خبرة مهنية وأكاديمية (12 عامًا)، من خلال عمله مستشارًا للشؤون الإنسانية لدى العديد من المانحين والمنظمات الدولية غير الحكومية والوكالات الدولية في الشرق الأوسط، وباحثًا ناشطًا في مجالات حقوق الإنسان والهجرة القسرية والأمن والفضاءات المدنية والعدالة. أمّا اهتماماته البحثية، فتركز على الاقتصاد السياسي للشتات السوري، ومقاومة السلطوية في سورية. من آخر إصداراته البحثية مقال بعنوان "Supporting Internally Displaced People: Transnational Solidarity and the Syrian Diaspora" (2022).

الثقافة السياسية للمعارضة المدنية في سورية منذ عام 2000

شهد العقد الأول من القرن الحادي والعشرين تحولات في النظام السلطوي في سورية. وسمحت هذه التغييرات بظهور طموحات ديمقراطية حفزت حدوث تحولات في الثقافة السياسية، وخلقت مساحات وإن كانت محدودة نسبيًا، إلا أنها أفرزت معارضة سياسية وحملات مناصرة لحقوق الإنسان وبرامج ومنتديات سياسية. تزامنت هذه الأحداث مع تطوّر المجتمع المدني والقيم الحديثة والتطلعات السورية الداعية إلى ثقافة تعددية وحراك ومعتقدات سياسية جديدة. ومع عودة النقاش حول تناقض القيم العربية والإسلامية مع مبادئ الديمقراطية والمشاركة السياسية والتعددية، تستعرض هذه الورقة حالات تُبين جذور "الثقافة السياسية للمعارضة" في سورية، من خلال مناقشة الأفكار التي قدمها عددٌ من المثقفين والأكاديميين والزعماء الدينيين السوريين قبل ثورة عام 2011، ونضالهم من أجل الديمقراطية والتعددية والإصلاحات. ومع اكتساب الحركات السورية غير العنيفة في المنفى حيزًا داخل المجتمع المدني بعد انتفاضة 2011، تناقش الورقة ظهور مؤسسات الشتات هذه (مثل مؤسسة المجتمع المدني السوري). وبذلك، تهدفُ الورقة إلى مناقشة الثقافة السياسية للنشطاء السياسيين في سورية منذ عام 2000، وفهم كيف ساهمت في تشكيل المعارضة السياسية في المنفى.


نارمين بت

نارمين بت

جامعة كاليفورنيا - بالولايات المتحدة

باحثة دكتوراه في العلوم السياسية بجامعة كاليفورنيا في سان دييغو بالولايات المتحدة. تركز اهتماماتها البحثية على السياسة المقارنة والمناهج التجريبية وسياسات الهوية، فضلًا عن البلدان الإسلامية في الشرق الأوسط وجنوب آسيا وأفريقيا. تبحث أطروحتها للدكتوراه في كيفية تأثير تعاون الفرد في الماضي مع جماعة متمردة في احتمالية اندماجه مرة أخرى في مجالات مختلفة من المجتمع. تلقت أبحاثها تمويلًا من الجمعية الوطنية للنساء الجامعيات، ومؤسسة خبل كور في باكستان، ومنظمة أفغانستان للديمقراطية والتنمية. من أحدث مشاريعها الممولة دراسة مقارنة لدمج المتعاونين السابقين في أفغانستان وباكستان والعراق وإيران ونيجيريا.

محددات التصويت للمتعاونين السابقين مع الجماعات المتمردة في أفغانستان

تتزايد المخاوف بشأن عملية إعادة دمج المتعاونين السابقين مع جماعات متمردة في المجتمعات، مع انتقال المدن والدول من حكم الجماعات المسلحة إلى حكومات شرعية. ويزداد تعقيد هذه العملية أثناء بروز العامل الإثني في الجماعات المتمردة، وأثناء انتشار التعاون مع هذه الجماعات في كثير من الأحيان. وقد بيّنت الأدبيات أن طبيعة التعاون تُحدّد عملية إعادة دمج المدنيين، في حين يؤدّي العامل الإثني دورًا ضئيلًا نسبيًا. واستنادًا إلى بحث ميداني قام باستطلاع رأي في كابول بأفغانستان، تُركز هذه الورقة على المتعاونين من النخبة بدلًا من المدنيين، في حالة يُحتمل أن يكون فيها اعتبار لمسألة الهوية. وتخلص إلى أن الاحتمال قليل فيما يتعلق بتصويت المستجيبين لمصلحة المرشحين السياسيين الذين لديهم تاريخ من التعاون، وأن احتمال تصويت المستجيبين لمصلحة المتعاونين من الإثنية نفسها، أعلى من احتمالية تصويتهم للمتعاونين الذي لا يتشاركون معهم الانتماء الإثني. وتجدُ الورقة أن الدور الذي تؤديه مجموعة ما في الصراع هو الذي يحدد ما إذا كانت دوافع "اللعبة السياسية" (أو المكانة) حاضرة في تقديرات خارج المجموعة أو بين أعضائها.


هيا مهنا النعيمي

هيا مهنا النعيمي

جامعة سانت أندروز - المملكة المتحدة

باحثة دكتوراه في كلية العلاقات الدولية بجامعة سانت أندروز في المملكة المتحدة، ومحاضرة في قسم الشؤون الدولية بجامعة قطر. حاصلة على الماجستير في العلاقات الدولية من قسم دراسات الحرب في كلية كينجز بلندن، والبكالوريوس في الشؤون الدولية. تركز في أبحاثها على الدراسات الأمنية والدبلوماسية. تبحث أطروحتها للدكتوراه في دور الروايات الاستراتيجية في السياسة الخارجية لدول الخليج الصغيرة. وتتركز اهتماماتها البحثية في السياسة الخارجية للدول الصغيرة، ودراسات الخليج، والدبلوماسية العامة، والسرديات الاستراتيجية، والدراسات الأمنية النقدية.

السرديات الاستراتيجية والسياسة الخارجية: دراسة حالة الدول العربية الصغيرة

تُعدُّ السرديات الاستراتيجية توصيفات محسوبة للأحداث من أجل تشكيل التصورات والنتائج المتوقعة، والسياسات إلى حدٍّ ما. وبشأن توظيف السرديات الاستراتيجية من العديد من الجهات الفاعلة، تبحث هذه الورقة في الدور الذي تؤديه السرديات الاستراتيجية في السياسة الخارجية للدول الصغيرة. في إطار فهم تقليدي للعلاقات الدولية، يتوقع التزام الدول بأدوار "طبيعية" معيّنة. وعلى سبيل المثال، يُتوقع انضمام الدول الصغيرة إلى المؤسسات الدولية لاستعادة بعض الفاعلية ضمن نظام يُفضّل الدول الكبرى القوية. إلا أنّ العلاقات الدولية ليست نظامًا إيكيولوجيًا ينطوي على تنظيم جيد للأدوار الطبيعية، بل إن الأدوار تُبنى من خلال تفاعل الدول وتواصلها مع بعضها، ومع الجهات الفاعلة الأخرى في النظام. من خلال دراسة حالتَي قطر والإمارات العربية المتحدة، تُمثل هذه الورقة إطارًا نظريًا مناسبًا لدراسة الدور الذي تضطلع به السرديات الاستراتيجية، والذي تحاول الدول الصغيرة من خلاله بناء هوياتها وتشكيل تصورات للقضايا والسياسات داخل المنطقة، وعلى الصعيد الدولي.


هيفاء سليمي

هيفاء سليمي

جامعة أوريغون - الولايات المتحدة

باحثة دكتوراه وزميلة تدريس لمرحلة الدراسات العليا في قسم العلوم السياسية، وطالبة دراسات عليا في برنامج شهادة الدراسات العليا في الإعلام الجديد والثقافة في جامعة أوريغون بالولايات المتحدة. حاصلة على الماجستير في العلوم السياسية، والماجستير في أدب اللغة الإنكليزية والحضارة (الحضارة الأميركية الكبرى)، وشهادة الدراسات العليا في الحوار بين الأديان، وشهادة CONTACT في بناء السلام وتحويل النزاعات من معهد كلية التدريب الدولي للدراسات العليا بفيرمونت، الولايات المتحدة. درّست اللغتين الإنكليزية والفرنسية والدراما في تركيا وبولندا وتونس والولايات المتحدة. تبحثُ أطروحتها للدكتوراه في دور الإعلام والمجتمع المدني في التراجع الديمقراطي في تونس والمجر. تتركز اهتماماتها الأكاديمية في السياسة المقارنة والعلاقات الدولية، وتهتم على نحو خاص بالتحول الديمقراطي والتراجع الديمقراطي، والدين، والسياسة، والإعلام، والمجتمع المدني، والسياسة الخارجية للولايات المتحدة، والعلاقات الدولية، والسياسة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

حكاية "استثناءين": السياسة اليومية للتراجع الديمقراطي ووجهات النظر المتضاربة للنخب حول الديمقراطية في تونس

لماذا قد يدعم المواطنون التراجع الديمقراطي؟ وكيف يؤثر فهم النخب المتباين للديمقراطية في الديمقراطيات الناشئة في قدرتهم على منع التراجع الديمقراطي ومعارضته؟ عُدَّت تونس استثناءً في العالم العربي بسبب نجاحها في التحول الديمقراطي، إلا أنها شهدت أعمالًا مُتعمّدة لتدمير الديمقراطية رغم وضعها الاستثنائي. تُظهر استطلاعات الرأي دعمًا ساحقًا للرئيس التونسي قيس سعيّد رغم سلوكياته المدمرة للديمقراطية. وتُظهر الأدلة الإثنوغرافية في المجتمع الريفي في باجة – حيث وصلت نسبة التصويت بـ "نعم" على الاستفتاء ثمانين في المئة – أنّ التصويت العاطفي، والقيم غير الليبرالية، ومفارقة الحنين إلى الماضي والخوف، يُمكن أن تفسّر كلّها الدعم الشعبي للرئيس سعيّد ومغالاة جهازه التنفيذي. ومع ذلك، يظهر أن هذا الدعم مشروط ومتنازع عليه؛ إذ لم يتخلَّ التونسيون عن الممارسات الديمقراطية الأساسية، ثمّ إنّ فهم النخب المتباين للديمقراطية يساهم في التهاون، مع مغالاة السلطة التنفيذية وتعظيمها، وتفتيت المعارضة.