العنوان هنا
تقييم حالة 06 فبراير ، 2011

لماذا أُقيل متكي؟ بحث في حدث

الكلمات المفتاحية

رشيد يلوح

الدكتور رشيد يلوح باحث في العلاقات العربيّة - الإيرانيّة والسياسة الدّاخليّة الإيرانيّة. عمل باحثا في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، وقبلها صحافيًّا متخصِّصًا في الشؤون الإيرانيّة. له عدّة بحوث وترجمات بين اللّغتين الفارسيّة والعربيّة، ودراسات في الثّقافة والإعلام والدراسات الإيرانيّة. وهو حاصل على شهادة الدكتوراه في موضوع "التّداخل الثّقافيّ العربيّ - الفارسيّ"، من جامعة محمد الخامس في الرّباط. وعلى درجة الماجستير في اللّغة والأدب الفارسيّين من جامعة "تربيت مدرس" في طهران. وكان قد حاز شهادة الليسانس (البكالوريوس) في الأدب العربيّ من جامعة ابن زهر في أغادير - المغرب. وهو عضو بالجمعية المغربية للدراسات الشرقية.

 تحاول هذه الورقة رصد حدث الإقالة المفاجئة لوزير الخارجية الإيراني السابق منوشهر متكي، وذلك من خلال تتبع مسار ردود أفعال الداخل الإيراني، بكل أطيافه واتجاهاته. وللأجابة عن سؤال: لماذا أقيل متكي ؟ قسم الباحث ورقته إلى أربعة محاور رئيسة وهي: الإقالة المفاجئة والسؤال، الإقالة في الإعلام الإيراني، مـواقف شـخصيات برلمانية من الحدث، لماذا أقيل؟ وقد اعتمد البحث على المادة الاعلامية التي وفرتها المواقع الالكترونية الايرانية في تغطيتها للحدث أو معالجته وتحليله، ليختم عمله في النهاية باستنتاج يحاول استشراف الآثار المستقبلية لحدث فارق في تاريخ جهاز الديبلوماسية الإيرانية.

 
مقدمة

لا شك في أن تتبع تشعبات الحدث الإيراني ودقة خيوطه عامل حاسم في فهم المنظومة الإيرانية وعلاقاتها بغيرها من المنظومات. لكننا إذا نظرنا في الوضع الجيواستراتيجي لبلاد فارس وخصوصياتها الحضارية والتاريخية، سنفهم أن عوامل أكثر عمقاً ساهمت في صناعة هذه المنظومة.

وإذا كانت هذه الحقيقة تحتم على المُتخصص تعميق بحثه ودراسة مغذيات الحدث بروح المتابعة اليومية من جهة، فإنها تدعوه إلى تجنب الوقوع في أساليب المعالجة الإعلامية وضغوطها من جهة أخرى.

إن تقليب أوجه الحدث الإيراني المتعددة والنظر في حقائقها أضحى شرطاً لازماً لأي دراسة في هذا المجال، وبالطبع لن يستقيم هذا العزم إلا من داخل منظومة الحدث نفسها؛ تلك المنظومة التي توفر للمتتبع والدارس مجالاً خصباً وهائلاً من المعطيات، الأمر الذي يفرض وجود آلية للترجمة من الفارسية إلى العربية، تنقل زوايا الحدث وتفصيلاته الأكثر تواريا.

هذه المقالة تتناول إقالة وزير الخارجية الإيراني السابق منوشهر متكي(1)، وقد اعتمدت فيها مجموعة من المواقع الإلكترونية الإيرانية الرسمية والمعارضة والمحسوبة على الوسط وغيرها. 


[1] ولد منوشهر متكي عام 1953 في مدينة بندركز شمال إيران، وحصل على الليسانس في العلوم الاجتماعية عام 1976 من جامعة أمين بنكلور الهندية، ونال الماجستير في العلاقات الدولية من جامعة طهران في سنة 1991. يتقن الإنجليزية والتركية والأردية، و هو ينتمي مع الرئيس محمود أحمدي نجاد إلى جامعة المهندسين الإسلامية. انتخب في أول ولاية لمجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) عام 1980، ليصبح عضواً في لجنة الخارجية في ما بعد. شغل عدداً من المناصب في وزارة الخارجية الإيرانية أهمها: رئاسة الإدارة السياسية السابعة في وزارة الخارجية عام 1984، وفي 1985 عين سفيراً لإيران في تركيا، وفي 1994 عين سفيراً في اليابان، وفي 1999 أصبح مساعداً لوزير الخارجية الإيراني، ليعين وزيراً للخارجية في حكومة الرئيس أحمدي نجاد عام 2005. أقاله أحمدي نجاد من هذا المنصب في كانون الأول/ ديسمبر 2010.