العنوان هنا
مراجعات 23 يناير ، 2020

مراجعة كتاب:

سياسة الولايات المتحدة وإدارة الأزمات الدولية

إيران، العراق، سورية، لبنان، أنموذجًا

أحمد قاسم حسين

باحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ومدير تحرير دورية "سياسات عربية"، ومدير تحرير الكتاب السنوي "استشراف للدراسات المستقبلية". عمل أستاذًا مساعدًا في كلية العلوم السياسية بجامعة دمشق. حاصل على الدكتوراه في العلاقات الدولية من جامعة فلورنسا بإيطاليا. له العديد من الأبحاث والدراسات المنشورة في مجال العلاقات الدولية. تتركز اهتماماته البحثية في نظريات العلاقات الدولية. صدر له كتاب "الاتحاد الأوروبي والمنطقة العربية: القضايا الإشكالية من منظور واقعي" (المركز العربي، 2021). حرّر العديد من الكتب، منها: "ليبيا: تحديات الانتقال الديمقراطي وأزمة بناء الدولة" (المركز العربي، 2022)؛ "حرب حزيران/ يونيو 1967: مسارات الحرب وتداعياتها" (المركز العربي، 2019)؛ "استراتيجية المقاطعة في النضال ضد الاحتلال ونظام الأبارتهايد الإسرائيلي: الواقع والطموح" (المركز العربي، 2018).

عنوان الكتاب: سياسة الولايات المتحدة وإدارة الأزمات الدولية (إيران - العراق - سورية - لبنان أنموذجًا).

 المؤلف: عبادة محمد التامر. 

سنة النشر: 2015.

الناشر: المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، الدوحة/ بيروت.

عدد الصفحات: 287 صفحة.


مقدمة

من نافلة القول إن الوحدات الأساسية في النظام الدولي (الدولة، والمنظمات، والفرد) تتأثر بالأزمات الدولية. في المقابل، تسهم بنية النظام الدولي، سواء كان أحادي القطبية أو ثنائي القطب أو متعدد الأقطاب، في تحديد طبيعة الأزمات الدولية ومساراتها على نحو محوري؛ لذا اهتم منظّرو العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالبحث في الأبعاد الاقتصادية والسياسية والاجتماعية للأزمات الدولية، وقد حاولوا تحليلها ودراستها وفق مقاربات عقلانية Rationalism أو تأملية Reflectivism في العلاقات الدولية.

لقد سادت المقاربة العقلانية (الواقعية، والليبرالية، والماركسية) في تحليل الأزمات الدولية خلال فترة الحرب الباردة (1945-1989) عبر مجموعة من الأكاديميين الذين حاولوا دراسة دور وتأثير توازن القوى في النظام الدولي في الحد من الأزمات، كما درس آخرون الأسباب التي تقف خلف اندلاع الأزمات بين الدول التي قد تفضي في نهاية المطاف إلى اندلاع الحروب المدمرة.

وقد استمرت دراسة الأزمات الدولية حتى بعد انتهاء الحرب الباردة، وانهيار النظام الثنائي القطب، حيث تفجرت أزمات من نوع جديد، صعد معها مفاهيم جديدة ساهمت في تغيير مقاربات القوى الدولية - على رأسها الولايات المتحدة الأميركية - للأزمات الدولية، نذكر منها التدخل الإنساني ومحاربة الإرهاب اللذين وظفتهما الولايات المتحدة لتبرير تدخلاتها العسكرية في مناطق مختلفة من العالم بذريعة حماية المدنيين، وحماية أمن الولايات المتحدة وحلفائها. وقد دفع هذا الأمر عددًا كبيرًا من الباحثين إلى التركيز على دور الولايات المتحدة في التعامل مع المشكلات والأزمات الدولية؛ باعتبارها القوة العظمى التي تحاول الحفاظ على استمرار الوضع الدولي على ما هو عليه، من خلال إدارة الأزمات و/ أو بالأزمات الدولية.

في هذا الصدد، صدر عن المركز العربي كتاب سياسة الولايات المتحدةوإدارة الأزمات الدولية (إيران - العراق – سورية - لبنان أنموذجًا)، إلى جانب عدد من الكتب التي عالجت السياسة الخارجية للولايات المتحدة في المنطقة العربية.

تكمن القيمة المعرفية المضافة للأدبيات الأكاديمية التي تتناول تعامل الولايات المتحدة مع الأزمات الدولية في كونها تقدم مدخلًا لدارسي العلاقات الدولية، بهدف فهم آليات عمل السياسة الأميركية في مناطق عديدة من العالم. وفي هذا السياق، يأتي هذا الكتاب ليكمل ما توصلت إليه المشاريع البحثية الأخرى في تحليل الأزمات في منطقة الشرق الأوسط، والمعالجة الأميركية لها، وتأثير التركيبة الثقافية والفكرية للإدارات الحاكمة في الولايات المتحدة (الجمهوريون، والديمقراطيون) وممارساتها السياسية؛ ما يسهم في التقليل من عدم اليقين التحليلي في شأن دوافع سياسة الولايات المتحدة وأدواتها في إدارتها للأزمات في المنطقة.

* هذه المراجعة منشورة في العدد 40 (أيلول/ سبتمبر 2019) من دورية "سياسات عربية" (الصفحات 157-163)وهي مجلة محكّمة للعلوم السياسية والعلاقات الدولية والسياسات العامة، يصدرها المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات كل شهرين.

** تجدون في موقع دورية "سياسات عربية" جميع محتويات الأعداد مفتوحة ومتاحة للتنزيل.