/ACRPSAlbumAssetList/AlbumsImages/The-Cyber-Weapon-in-Israel-Future-Wars-Bookreview.jpg
مراجعات 04 يونيو ، 2020

كيف تُحضّر إسرائيل حروبها المستقبلية: مراجعة كتاب السلاح السيبراني في حروب إسرائيل المستقبلية: دراسات لباحثين إسرائيليين كبار

أحمد قاسم حسين

باحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ومدير تحرير دورية "سياسات عربية"، ومدير تحرير الكتاب السنوي "استشراف للدراسات المستقبلية". عمل أستاذًا مساعدًا في كلية العلوم السياسية بجامعة دمشق. حاصل على الدكتوراه في العلاقات الدولية من جامعة فلورنسا بإيطاليا. له العديد من الأبحاث والدراسات المنشورة في مجال العلاقات الدولية. تتركز اهتماماته البحثية في نظريات العلاقات الدولية. صدر له كتاب "الاتحاد الأوروبي والمنطقة العربية: القضايا الإشكالية من منظور واقعي" (المركز العربي، 2021). حرّر العديد من الكتب، منها: "ليبيا: تحديات الانتقال الديمقراطي وأزمة بناء الدولة" (المركز العربي، 2022)؛ "حرب حزيران/ يونيو 1967: مسارات الحرب وتداعياتها" (المركز العربي، 2019)؛ "استراتيجية المقاطعة في النضال ضد الاحتلال ونظام الأبارتهايد الإسرائيلي: الواقع والطموح" (المركز العربي، 2018).

عنوان الكتاب: السلاح السيبراني في حروب إسرائيل المستقبلية : دراسات لباحثين إسرائيليين.

المؤلف: رندة حيدر.

الناشر: بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية.

سنة النشر: 2018.

عدد الصفحات: 176.



مقدمة

يُعدّ مفهوم "القوة السيبرانية" من المفاهيم الجديدة التي احتلت مكانة أكاديمية في أدبيات العلوم السياسية، وبات يُستخدم في توصيف من توصيفات القوة "الصلبة"، أو "الناعمة"، أو "الذكية" وشرحها. ويرجع الفضل في التنظير لهذا المفهوم إلى عالم السياسة الأميركي جوزيف ناي الذي عرّف "القوة السيبرانية" بأنها القدرة على تحصيل نتائج مرجوّة من خلال الاعتماد على مصادر المعلومات المرتبطة بالفضاء السيبراني؛ أي إنها القدرة على استخدام الفضاء السيبراني بهدف إيجاد مزايا للدولة، وتحقيق مصالحها، ومنحها قوة للتأثير في محيطها بما يضمن أمنها القومي. وجادل، في كتابه القوة الناعمة، أنه في عالم اليوم المتسم بالتطور المتسارع، ما عاد في الإمكان حساب قوة الدولة اعتمادًا على العناصر المادية، العسكرية والاقتصادية فحسب، حيث إنّ لتقدم العلم والتكنولوجيا آثارًا متناقضة في القوة المادية؛ فقد ظهر، مثلً، عدد من التهديدات الأمنية، مثل الإرهاب والجرائم الدولية وانتشار الأوبئة والأمراض السارية، التي تتطلب امتلاك موارد القوة الناعمة لمواجهتها والتصدي لها.

تعمل وحدات النظام الدولي على اختلافها دولً، ومنظمات، وأفرادًا على استشراف التحولات التي تطرأ على مفهوم القوة وأشكاله، وتحديد التهديدات التي تنتجها التطورات في مجال التكنولوجيا. بل إن دولً باتت تتعامل مع هذه التحديات بمنطق السوق التجارية من خلال إنتاج أجهزة التجسس والتنصت وتدريب الأفراد للقيام بهجوم "سيبراني" والتصدّي لها، والتي تشمل عادةً المؤسسات الحيوية في الدولة، في ما بات يعرف اصطلاحًا ب "الحرب السيبرانية". ويمكن اعتبار إسرائيل اليوم مصدرًا كبيرًا لأجهزة التجسس في العالم؛ حيث تُصدّرها من دون رقابة أو محاسبة إلى الحكومات الدكتاتورية والتسلطية في عدد من دول العالم لقمع المعارضة وملاحقة بعض الفئات الاجتماعية مثل المثليين جنسيًا. وفي تقرير صحافي أجرته جريدة هآرتس، نقلً عن 100 مصدر في 15 دولة، جاء أنّ النظم الدكتاتورية في جميع أنحاء العالم تستغل هذه الأجهزة الإسرائيلية الصنع في التنصت على الناشطين الحقوقيين ومتابعة رسائل البريد الإلكتروني واختراق التطبيقات وتسجيل المحادثات، وذلك حتى في البلدان التي لا يربطها بإسرائيل تمثيل دبلوماسي. مع الإشارة إلى أن صفقات بيع أجهزة التجسس تعقد بإشراف وزارة الدفاع وحدها، مع عجز الكنيست على ممارسة الرقابة عليها، وعدم حصوله على التفصيلات الأساسية لهذه الصادرات. يعالج هذا الكتاب تطور مفهوم الحرب

السيبرانية في إسرائيل ودورها في العقيدة العسكرية للجيش الإسرائيلي، وذلك استنادًا إلى دراسات وأبحاث وضعها خبراء إسرائيليون في هذا المجال، ونشرتها مراكز أبحاث إسرائيلية أو مجلات عسكرية متخصصة، ونقلها إلى العربية مترجمون يتعاملون مع مؤسسة الدراسات الفلسطينية. غالبية الدراسات مأخوذة من منشورات معهد دراسات الأمن القومي الذي يُصدِر نشرة متخصصة بالموضوع ثلاث مرات في السنة، إضافة إلى مؤتمر سنوي يعقده في هذا الشأن. يحظى المعهد بسمعة أكاديمية جيدة، ويعتبر مرجعًا مهمً للمسؤولين الإسرائيليين وصانعي القرار. أما المصدر الثاني لهذه الدراسات، فهو مجلة معراخوت، وهي مجلة فصلية تصدر باللغة العبرية عن هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي.

* هذه المراجعة منشورة في الكتاب السنوي الرابع  2019 من دورية "استشراف" (الصفحات 259- 268)، وهي مجلة محكّمة للدراسات المستقبلية والاستشرافية، يصدرها المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات مرة كل سنة.

** تجدون في موقع دورية "استشراف" جميع محتويات الأعداد مفتوحة ومتاحة للتنزيل.