العنوان هنا
تقدير موقف 31 يناير ، 2012

الموقف الإسرائيليّ من الأحداث في سورية

الكلمات المفتاحية

وحدة الدراسات السياسية

هي الوحدة المكلفة في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بدراسة القضايا الراهنة في المنطقة العربية وتحليلها. تقوم الوحدة بإصدار منشورات تلتزم معايير علميةً رصينةً ضمن ثلاث سلسلات هي؛ تقدير موقف، وتحليل سياسات، وتقييم حالة. تهدف الوحدة إلى إنجاز تحليلات تلبي حاجة القراء من أكاديميين، وصنّاع قرار، ومن الجمهور العامّ في البلاد العربية وغيرها. يساهم في رفد الإنتاج العلمي لهذه الوحدة باحثون متخصصون من داخل المركز العربي وخارجه، وفقًا للقضية المطروحة للنقاش..

مقدّمة

يعود اهتمام إسرائيل بما يحدث في سورية إلى قربها جغرافيًّا وحالة الحرب معها، ومطالب سورية باسترداد الجولان، ويعود أيضًا إلى خشية إسرائيل من أن تؤدّي الأحداث في سورية إلى انهيار وقف إطلاق النّار، أو تسخين الجبهة في الجولان. ويعود ذلك أيضًا إلى دور سورية الإقليميّ المهمّ وإلى تأثيرها ومكانتها في العالم العربيّ وفي منطقة الشّرق الأوسط وإسقاطات ذلك على إسرائيل وأمنها وعلاقاتها الإقليميّة.

هناك قلقٌ إسرائيليّ دائم على مصير ما بحوزة سورية من احتياطيٍّ كبير من الأسلحة وبالأخصّ الصّواريخ والأسلحة غير التقليديّة، وتخشى إسرائيل من أنّ تطوّرات الأمور في سورية قد تؤدّي - في مرحلةٍ ما - إلى توجيه هذه الأسلحة ضدّها، وأن يقع بعضها أو كلّها بين أيدٍ تراها إسرائيل غير مسؤولة.

ولعلّ الأمر الملحّ بالنّسبة إلى إسرائيل في موقفها من سورية، هو العلاقات السوريّة الإيرانيّة، إذ ترى إسرائيل إيران ومشروعها النوويّ أكبر تهديد إستراتيجيّ لها، وترى في استمرار العلاقة السوريّة الإيرانيّة قوّة لإيران وفي انقطاعها ضربةً لها ولنفوذها في المنطقة.

أمّا البعد الثّالث الذي يركّز عليه صنّاع القرار وصنّاع الرّأي العامّ في إسرائيل فهو الدّعم السوريّ لحزب الله، الذي لا يزال الحساب معه مفتوحًا، والذي تعدّه الدّولة الصهيونيّة من ألدّ أعدائها، وتخشى من أن يحصل على أسلحة غير تقليديّة إذا سقط النّظام السوريّ أو ضعف، وتأمل من جهةٍ أخرى أن يؤدّي سقوط النّظام إلى إضعافه.

إضافةً إلى ذلك، فإنّ لسورية تأثيرًا في الحركة الوطنيّة الفلسطينيّة، وهي تتفاعل مع محيطها العربيّ ممّا قد يفتح الباب أمام تطوّراتٍ غير متوقّعة. ولعلّ ما يقلق إسرائيل ويربكها هو البديل المجهول الذي قد ينشأ في سورية.

يتابع المسؤولون الإسرائيليّون ما يجري في سورية عن كثب، ولكنّهم يؤكّدون أنّ تأثير إسرائيل في مجريات الأمور في سورية هامشيّ وضئيل، مع أنّ تداعيات ما يحدث فيها قد يكون لها تأثير إستراتيجيّ في الدّولة العبريّة وأمنها وحتّى كيانها. ويسود في هذه الدّولة تباينٌ في المواقف عند تقييم حالة النّظام السوريّ، وإذ يسود شبه إجماع بأنّه أشرف على النّهاية، إلا أنّ البعض يعدّ أشهرًا وحتّى أسابيع، في حين يحصي آخرون سنين معدودة.

يرى بعض القيادات والمحلّلين أنّ سقوط النّظام السوريّ هو في مصلحة الدّولة العبريّة لأنّ في ذلك ضربةً للمحور الراديكاليّ. في المقابل، يشدّد كثيرون على أنّ سقوط النّظام خطر على إسرائيل لأنّه قد تنشأ فوضى خطيرة أمنيًّا، وقد تصل إلى الحكم قوى إسلاميّة راديكاليّة شديدة العداء لإسرائيل. ويرى هؤلاء أنّ سقوط النّظام قد يؤدّي إلى فتح جبهة الجولان وانهيار الهدوء الذي سادها أكثر من ثلاثة عقود.


العوامل المؤثّرة في الموقف الإسرائيليّ

تستند الإستراتيجيّة الإسرائيليّة إلى مفهوم "الجبهات"، المتحوّل باستمرار وغير المرتبط بالجغرافيا بالضّرورة، ولا تلزم نفسها بمفهوم الحدود الثّابت والمعروف والمحدّد جغرافيًّا. ولأنّ سورية دولة لها مكانة إقليميّة مهمّة وتقوم  بدور على جبهاتٍ مختلفة، فإنّ الموقف الإسرائيليّ من الأحداث الجارية فيها لا يستند فقط إلى اعتباراتٍ متعلّقة بالمحور الإسرائيليّ السوريّ، بل يتعلّق أيضًا بتأثيرها في جبهاتٍ أخرى، وترى إسرائيل سورية فاعلًا له وزنٌ ودورٌ فيها:

1. جبهة الجولان: تحرص إسرائيل كلّ الحرص على استمرار الهدوء الذي يسود هذه الجبهة منذ حرب أكتوبر 1973، إذ لم يقتل فيها، خلال العقود الثلاثة الأخيرة، سوى إسرائيليّ واحد خلال 20 عامًا[1]. بطبيعة الحال، ما يحدث في سورية له تأثيرٌ حاسم في هذه الجبهة [2]، حيث الأمور هادئة فيها الآن وإذا تغيّرت فإنّها لا تتغيّر إلّا إلى الأسوأ بالمفهوم الإسرائيليّ. فإذا تغيّر النّظام، تزداد تبعًا لذلك احتمالات تسخين الجبهة، وقد يحاول النّظام الجديد استرداد الجولان بالقوّة والحرب[3]، وقد تندلع مواجهة عسكريّة، إذا حشر النّظام الحالي في الزاوية وقرّر أن "يجنّ"[4] على حدّ تعبير كاتب صحفيّ إسرائيليّ.

اتّخذت إسرائيل في المرحلة الحاليّة بعض الخطوات العمليّة، ووضعت قوّاتها في حالة تأهّب قصوى تحسّبًا لأيّ طارئ[5]، وقام الجيش بتجريف مناطقَ واسعة قرب شريط حدود وقف إطلاق النّار لجعلها مكشوفة للنّظر، وزرع ألغامًا مضادّة للبشر، وقَوَّى السّياج على طول الشّريط الحدوديّ، وأقام ما يسمَّى "السّياج الذكيّ" في المنطقة المحاذية لمجدل شمس، وتزوّدت فرقة الجيش المرابطة في الجولان بوسائلَ لتفريق المظاهرات، وذلك بعد محاولات اجتياز الشّريط الحدوديّ في مسيرات يوم النّكبة ويوم النّكسة[6].

الموقف السوريّ هو الحاسم في تسخين جبهة الجولان أو تبريدها. فعلى مدى عقودٍ لم تكن هذه الحدود حاضرةً في الإعلام، لأنّه لم يحدث فيها شيء يُذكر، ولكنّ المحلّلين والعسكر والسّاسة في إسرائيل يرون أنّ الأمور قد تتغيّر إذا تغيّر النّظام[7].

2. الجبهة الإسرائيليّة الإيرانيّة: تُعدّ هذه أهمّ الجبهات وأكثرها سخونةً وأشدّها خطورةً بالنّسبة إلى إسرائيل. وهناك شبهُ إجماع في الدّولة الصهيونيّة على أنّ تغيير النّظام في سورية هو ضربة للمحور الراديكاليّ الذي تقوده إيران في المنطقة[8]. وما تريده إسرائيل هو إبعاد سورية عن إيران[9] وتحييدها في أيّ مواجهة عسكريّة أو سياسيّة أو اقتصاديّة (في صورة عقوبات) معها. ولسورية دورٌ مهمٌّ على هذا الصّعيد لكنّه ليس حاسمًا.

3. الجبهة اللبنانيّة: تعدّ سورية الطّرف الرّئيس الذي يمدّ حزب الله بالسّلاح وبالدّعم السّياسيّ، وهي قناة تمرّ عبرها الإمدادات الإيرانيّة للمقاومة اللبنانيّة. ولنتائج المواجهة الداخليّة في سورية تأثيرٌ حاسم في قوّة حزب الله وسلوكه[10]، وكذلك في الأوضاع السياسيّة والأمنيّة في لبنان عمومًا وفي علاقة إسرائيل بلبنان[11].

4. جبهة المقاومة الفلسطينيّة: لا ترى إسرائيل مؤشّرات على تغيير في الموقف السوريّ من القضيّة الفلسطينيّة، إذا تغيّر النّظام، وذلك لأنّ أيّ سلطة جديدة في سورية ستكون في حاجةٍ إلى شرعيّةٍ داخلية، ومعاداة إسرائيل ودعم شعب فلسطين هما من ركائز شرعيّة الحكم، أيّ حكم في سورية[12]. وتهاجم إسرائيل سورية لإيوائها الفصائل الفلسطينيّة، إلّا أنّ قيادات إسرائيليّة بارزة تخشى تحرّر المنظّمات الفلسطينيّة من أيّ قيود، وترى أنّ النّظام السوريّ يشكّل سلطة مركزيّة تضبط الأمور وتتحكّم فيها وتمنع الانفلات[13].

5. ظهور جبهات جديدة: تخشى إسرائيل أن تضطرّ إلى مواجهة مخاطرَ على جبهات جديدة تبعًا للمتغيّرات في العالم العربيّ، مثل تهديد جديد من العراق كالذي تطرّق إليه نتنياهو في خطابٍ له في الكنيست[14]، وإمكانيّة تشكّل محورٍ جديد معادٍ لإسرائيل، مثلما جاء على لسان عموس جلعاد، رئيس الطّاقم السياسيّ الأمنيّ الإسرائيليّ، الذي قال في مقابلةٍ إذاعيّة: "إذا تغيّر النّظام السوريّ فسيؤدّي ذلك إلى إقامة إمبراطوريّة إسلاميّة بقيادة الإخوان المسلمين.. في الشّرق الأوسط كلّ سيّء يوجد أسوأ منه. أيديولوجيّة الإخوان هي إقامة إمبراطوريّة على أراضي مصر والأردن وسورية ومحو إسرائيل عن وجه البسيطة"[15].

هناك أيضًا عوامل مؤثّرة أخرى، منها قضيّة المفاوضات[16]، ومصير الأسلحة السوريّة، وبالأخصّ الصّواريخ الحاملة لأسلحة تقليديّة وغير تقليديّة، وكذلك تأثير ما يجري في سورية في الأردن وفي العلاقات الإسرائيليّة التركيّة[17] وفي العلاقات الإسرائيليّة الروسيّة على اعتبار أنّ روسيا داعمة للنّظام السوريّ وتمدّه بالأسلحة، خاصّةً في الأوضاع الحاليّة[18].

يتحدّد الموقف الإسرائيليّ بناءً على العوامل المذكورة أعلاه، ويأتي التّباين في مواقف النّخب السياسيّة والعسكريّة والإعلاميّة والأكاديميّة، بناءً على العوامل التي تُؤخذ بعين الاعتبار وتعطَى الوزن الأكبر في تقييم الأمور. فمن يعتقد أنّ الأمر الأهمّ في العلاقة مع سورية هو الهدوء في الجولان، يستنتج أنّ إسرائيل ترغب في بقاء النّظام[19]، وكذلك من يخشى الفوضى أو وصول بديلٍ أكثر راديكاليّة إلى الحكم. أمّا من يرى أنّ توجيه ضربة للمحور الراديكاليّ في إطار المواجهة مع إيران هو الأمر الأهمّ، فهو سيستنتج أنّ سقوط النظام السوريّ هو في مصلحة إسرائيل.


سيناريوهات بين المفضّل والمتوقّع

تتضارب التّقديرات الإسرائيليّة بخصوص مسألة بقاء  النّظام في سورية أو سقوطه. ففي حين ذهب معظم المعلّقين والمحلّلين والقيادات السياسيّة والعسكريّة في إسرائيل إلى أنّ الرّئيس بشّار الأسد سينهي ولايته خلال أسابيعَ أو أشهر على الأكثر، دعا بعض المحلّلين إلى عدم التسرّع في الحكم على الأمور. وكتب أليكس فيشمان المعلّق العسكريّ لصحيفة يديعوت أحرونوت، المعروف عنه اطّلاعه الكبير على اتّجاه الريح في المؤسّسة الأمنيّة الإسرائيليّة، أنّ هناك تقديراتٍ في إسرائيل والغرب تشير إلى أنّ "الأسد إذا سقط فلن يحدث ذلك بسبب الضّغط الداخليّ، إنّما سيطرد من القصر من قبل الجمهور فقط حينما يمارَس ضغط خارجيٌّ جديّ يشلّ النّظام، مثل حصار دوليّ وعقوبات اقتصاديّة فعّالة وعزلة طويلة. وطبيعة هذه الضّغوط أنّها تؤثّر- إذا أثّرت أصلًا- بصورة بطيئة"[20].

تختلف التّحليلات السّائدة عن هذا التّقدير الذي يتوقّع لبشّار الأسد استمرارًا في الحكم لفترة مقبلة، فقد كتب مراسلَا صحيفة "هآرتس" آفي يسسخاروف وعموس هرئيل مقالًا مشتركًا عن استعدادات الجيش الإسرائيليّ لحقبة ما بعد الأسد. وقالا فيه إنّهم "في المخابرات العسكريّة مقتنعون بأنّ أمر بشّار الأسد سيُحسَم في عام 2012، لكنّهم ليسوا مستعدّين للالتزام بتاريخٍ محدّد". وأضاف الكاتبان: "من الصّعب أن تجد في الشّرق الأوسط أحدًا يراهن على بقاء بشّار لسنواتٍ طويلة". ثمّ يستشهد الكاتبان بما يسمّيانه خير دليل على حالة النظام السوريّ، وهو موقفُ وليد جنبلاط، الذي تذبذب كثيرًا ليقف في النّهاية مع تغيير النّظام السوريّ[21].

وعن الموقف الإسرائيليّ من سقوط النّظام، كتب عنار شيلو في "هآرتس" أنّ "جهاز الأمن يسوده ذعرٌ من إمكانيّة أن ينجح النّضال من أجل الحرية وأن يسقط النّظام في سورية". وأضاف شيلو قائلًا: "يمكن أن نقرأ بين السّطور أنّ إسرائيل غير متحمّسة لسقوط الأسد. فهي تعاضد الأسد من غير أن يرى أحد. تدعو إسرائيل الله في الخفاء أن يصمد النظام الاستبداديّ القاتل. فالنظام الاستبداديّ يعني هدوءً في الجولان [...]، وإسرائيل كما هي اليوم تفضّل الوضع القائم وعالم الأمس"[22].

إلى جانب تنبّؤات في إسرائيل بشأن مصير النّظام، عكف محلّلون وقيادات على رسم سيناريوهات مختلفة لما يحدث في سورية، من منظور تأثيرها في الدولة العبريّة وفي أمنها. ولخّص الجنرال احتياط غيورا آيلاند، الباحث في معهد أبحاث الأمن القوميّ والرئيس السّابق لمجلس الأمن القوميّ الإسرائيليّ، أربعة سيناريوهات ممكنة[23]، وشاركه الكثير من الباحثين الإسرائيليّين في أنّ هذه هي البدائل المتوقّعة والممكنة:

1. بقاء النّظام لسنوات عديدة: أكّد الجنرال آيلاند، في استعراضه لهذا السّيناريو، أنّ "ثمّة في إسرائيل من يرى في هذا السّيناريو الأمر المرغوب، على الأقلّ لأنّ إسرائيل تعرف النّظام وتعرف توجّهاته". وكشف آيلاند عن أنّ "آريئيل شارون رفض عام 2005 مبادرات لاستغلال الضّعف المؤقّت لسورية - بسبب اغتيال الحريريّ وإخراج سورية من لبنان - والعمل لإسقاط الأسد. واعتقد شارون حينها أنّ السّيناريوهات البديلة (للأسد) ستكون أسوأ لإسرائيل". وقدّر آيلاند أنّ الأسد في حال بقائه سينشغل بترتيب البيت الداخليّ وتقوية شرعيّته الدوليّة، وأضاف قائلًا: "في هذه الظّروف من المتوقّع أن لا يحاول مواجهة إسرائيل عسكريًّا، وقد يخفّف من دعمه لحزب الله. وإذا تحقّق هذا السّيناريو (بقاء الأسد) فالمفترض أن يستمرّ الهدوء مخيّمًا على طول الحدود الإسرائيليّة السوريّة"[24].

أورد محلّلون آخرون إمكانيّة بقاء النظام الحاليّ لسنوات طويلة[25]، ومنهم الجنرال احتياط عموس يدلين، الرّئيس السّابق للمخابرات العسكريّة والرئيس الحالي لمعهد دراسات الأمن القوميّ، متحدّثًا في مؤتمرٍ للمعهد بعنوان "سنة على الزّلزال في الشّرق الأوسط". وقدّر يدلين أنّ النّظام السوريّ في حالةٍ صعبة ويؤول للسّقوط قائلًا: "السّياحة انقطعت، الاستثمارات توقّفت، الدّيون تفاقمت والاقتصاد على حافة الانهيار". لكنّه أردف احتمال إطالة عمر النّظام "إذا جاءه دعمٌ إيرانيّ بمبلغ ثلاثة إلى خمسة مليارات دولار. عندها من الممكن أن يستمرّ مدّةً أطول، لكن سورية لن تعود إلى ما كانت عليه"[26].

2. نشوء حالة فوضى: وفق هذا السّيناريو يسقط النظام وتدخل سورية سنوات طويلة من الصّراعات وعدم الاستقرار. وهناك توقّعات بأن تستغلّ إيران حالة الفوضى للعمل عبر الحدود العراقيّة السوريّة ومن داخل سورية أيضًا[27]. ويتوقّع غيورا آيلاند أن يزيد النّفوذ الإيرانيّ عبر الارتباط بالأطراف الفاعلة (وهو تقدير ينسخ التّجربة العراقيّة من دون اطّلاعٍ على الفرق بين الحالتين) وأن يخفّ التّهديد العسكريّ السوريّ، لكن الجبهات في الجولان ولبنان ستكون أقلّ هدوءً بسبب نشاط مجموعات مسلّحة[28]. هناك توقّعات أيضًا بأنّ الفوضى قد تؤدّي إلى وقوع أسلحة غير تقليديّة وحتّى صواريخ في أيدي قوى تعدّها إسرائيل غير مسؤولة، سواء لبنانيّة (المقصود حزب الله أساسًا) أو سوريّة[29]. وعبّرت أوساطٌ إسرائيليّة عن خشيتها من نشوء فوضى يكون أثرها سلبيًّا على أمن إسرائيل[30].

3. التحوّل إلى نظام إسلاميّ راديكاليّ: بعد نهاية النّظام قد يصعد إلى الحكم نظام يحدّد الإسرائيليّون ملامحه في أنّه "سنّي متديّن وراديكاليّ". ويُعدّ هذا السّيناريو الأسوأ بالنّسبة إلى إسرائيل، فنظامٌ من هذا النّوع قد يعتمد التّصعيد وقد يقوم بمواجهة عسكريّة لاسترداد الجولان أو يطلق العنان لنشاطات عسكريّة عبر الحدود[31]. ويعتقد البعض أنّ قيام نظامٍ من هذا النّوع سيضع إسرائيل أمام مواجهةٍ شاملة. فقد صرّح رئيس المخابرات الإسرائيليّة السابق، الجنرال احتياط أهرون زئيفي، أنّه يرفض إطلاق تسمية "الربيع العربيّ" على "الهزّة الأرضيّة" في الشرق الأوسط، وقال: "الإسلام السنّي المتطرّف يزداد قوّةً في تركيا ومصر، وفي المستقبل في سورية وهذا سيغيّر خارطة الشّرق الأوسط"[32]. وتوقّع الجنرال عموس جلعاد، رئيس الطّاقم السياسيّ الأمنيّ في وزارة الدّفاع الإسرائيليّة، أن يؤدّي سقوط نظام الأسد إلى قيام إمبراطوريّة إسلاميّة في المشرق تسعى إلى محو إسرائيل[33].

4. التحوّل إلى نظام إصلاحيّ معتدل: وفق هذا السّيناريو، يستقرّ في سورية نظام "ديمقراطيّ معتدل" له توجّهات غربيّة. وترى إسرائيل أنّ هذا التطوّر سيكون ضربة للحلف "غير المقدّس" مع إيران، وهو ضربة قاسية لحزب الله. لكن ذلك لا يعني استعدادًا للسّلام مع إسرائيل، وعلى حدّ قول الجنرال آيلاند، فإنّ أيّ نظامٍ عربيٍّ جديد يؤمّن نفسه من خلال اتّخاذ مواقفَ عدائيّة تجاه إسرائيل[34]، ومع ذلك فإنّ العالم قد يضغط للتوصّل إلى تسوية وإعادة الجولان إلى سورية[35].

إضافةً إلى هذه السّيناريوهات، توقّع الجنرال احتياط عاموس يدلين، الرّئيس السّابق للمخابرات العسكريّة الإسرائيليّة، أن ينشأ - بعد سقوط النّظام القائم - ائتلافٌ عابر للطّوائف. وقال في مقابلة صحفيّة: "في نهاية المطاف سوف تستقرّ الأمور في سورية. لا أتوقّع مجازر بل تحالفات للسنّة مع المسيحيّين والدّروز وحتّى العلويّين". وقال يدلين إنّ سورية في هذه الحال ستخرج من التّحالف مع إيران وحزب الله. وأضاف قائلًا: "لكن أيّ نظام في سورية لن يكون سهلًا لنا، فالسُّنّة في سورية هم مثل السُّنّة في مصر"[36].

إنّ ما أوردناه هو تقديراتٌ تحليليّة إسرائيليّة مهمّة، قدّمها خبراء أمنيّون في الغالب، وهي تحليلات متأثّرة أيضًا بالآراء المسبقة وادّعاء العلم أحيانًا، وقد وقفنا مرارًا على سوء معرفة الخبراء الإسرائيليّين بالعالم العربيّ على الرغم من ادّعائهم العكس. ولذلك لا بأسَ أن تُؤخذ هذه التّحليلات بعين الاعتبار ولكن بحذر.

 
ماذا تقول القيادة الإسرائيليّة

يبدو أنّ هناك فرقًا بين موقف القيادة العسكريّة والقيادة السياسيّة، حيث نجد أنّ العسكر يحبّذون بقاء نظام الأسد خوفًا من البدائل ومن فوضى سلاحٍ قد تؤدّي إلى إيذاء إسرائيل وإزعاجها[37]. في المقابل، يأمل السياسيّون أن يسقط النّظام لأنّ ذلك سيضعف ما يسمّونه محور التطرّف في المنطقة، وبالأخصّ إضعاف إيران وحزب الله.

1. بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيليّ: حذّر نتنياهو وزراءه من الإدلاء بتصريحاتٍ عمّا يجري في سورية، مؤكّدًا أنّه كلّما قلّ الكلام كان الوضع أفضل[38]. وكان هو نفسه قليل الكلام عن الموضوع. وفي مقابلة مع فضائيّة العربيّة قال إنّ كلّ ما يقوله قد يستغلّ، ليس ضدّه بل ضدّ أيّ عمليّة إصلاح حقيقيّ يريدها النّاس في سورية. وأضاف قائلًا إنّ إسرائيل قلقة وتريد استمرار الهدوء على الحدود السوريّة الإسرائيليّة. وعبّر عن قلقه من تطوّر الأمور في الثّورات العربيّة بشكلٍ عامّ[39].

2. إيهود براك، وزير الأمن الإسرائيليّ: صرّح براك أكثر من مرّة أنّه يتوقّع سقوط النظام السوريّ ويفضّله، وقال إنّ سقوطه هو "بَرَكَة للشّرق الأوسط"[40]. وتوقّع سقوط النّظام خلال أسابيع أو أشهر، مؤكّدًا أنّ "سقوط هذا النّظام يشكّل ضربةً قويّة لكلّ الجبهة الراديكاليّة وفي مركزها إيران وحزب الله"[41]. وعبّر براك عن بعض مخاوفه من التطوّرات في سورية، وذلك خلال مشاركته في جلسة للجنة الخارجيّة والأمن التابعة للكنيست الإسرائيليّ، إذ قال: "قد تكون إسقاطات لما يحدث في سورية على هضبة الجولان وربّما مناطق أوسع، وذلك بسبب فقدان السّيطرة"[42]. وعاد وأكّد أنّ "حالة عائلة الأسد آخذة في التّدهور"، ومع أنّه من الصّعب التكهّن متى سيسقط النظام، وهل يستغرق ذلك أسابيعَ أم أشهرًا، إلا أنّه يرى حتميّة سقوطه[43]. وفي تصريح أمام الصّحافة في مؤتمر دافوس، قال براك إنّ إسرائيل تراقب "من دون عصبيّة ولكن بحذر" ما يجري، وبالأخصّ إمكانيّة نقل أسلحة متطوّرة من سورية إلى لبنان[44]، وهو الأمر الذي تراقبه الولايات المتّحدة مع إسرائيل[45].

3. أفيغدور ليبرمان، وزير خارجيّة إسرائيل: لم يصدر عن ليبرمان أيّ تصريحٍ رسميّ، لكنّ أخبارًا نُقلت عن تدخّله لدى روسيا لمنع تزويد سورية بالمزيد من الأسلحة المتطوّرة، خاصّةً في الأوضاع الحاليّة[46].

4. الجنرال بيني غانتس، رئيس الأركان الإسرائيليّ: قال رئيس الأركان الإسرائيليّ إنّ سقوط النّظام هو مسألة وقت. وصرّح أنّ على إسرائيل أن تحضّر نفسها لاستيعاب من أسماهم "لاجئين من الطّائفة العلويّة" في حال سقوط النظام وتعرّضهم للملاحقة[47]. ومن غير الواضح هل هذا خطاب دعائيّ ترويجيّ مقصود للطائفيّة ضدّ الحكّام في سورية أم تعبير عن تقدير لموقف خاطئ فعلًا. وقال غانتس إنّ هناك إمكانيّة ضعيفة جدًّا "أن يوجّه الأسد النّار نحونا للتّخفيف من الضّغوط الداخليّة"[48].

5. الجنرال أفيف كوخابي، رئيس المخابرات العسكريّة: تبنّى كوخابي رواية النّظام السوريّ عن الأحداث وأكّد أنّه (أي النّظام) يقول الحقيقة هذه المرّة عندما يتحدّث عن عصاباتٍ تهاجم قوّات الجيش وأنّ نسبة الجنود من بين القتلى تصل إلى نحو الثّلث. وأشار كوخابي إلى أنّ هناك عدم ارتياح في المحيط القريب من الرّئيس بشار الأسد، إلا أنّه حتّى الآن هو وحده الذي يدير الأمور وليس أيّ أحد آخر، وبالتّأكيد ليس أخاه ماهر[49]. وقدّر كوخابي أنّ النظام السوريّ يعاني من حالة انهيارٍ اقتصاديّ، إلا أنّه قادر على الصّمود على الأقلّ سنة أو سنتين، لأنّ الجيش مُوالٍ له بشكل مطلق (حتّى الآن، كما قال).

6. الجنرال أمير إيشيل، قائد قسم التّخطيط: عبّر إيشيل عن قلقه على مصير المخزون الضّخم للأسلحة الكيماويّة والبيولوجيّة بعد سقوط النّظام في سورية. وقال إنّ هناك خطرًا بأن ينتقل هذا المخزون أو قسم منه إلى ما أسماه "أيادٍ غير مسؤولة"[50].

7. الجنرال يئير غولان، قائد المنطقة الشماليّة: عبّر غولان عن تخوّفه من سيناريو انهيار النّظام وانتقال أسلحة متطوّرة إلى منظّمات مسلّحة، وفي مقدّمتها حزب الله. وقال إنّ الجيش سيضطرّ إلى تغيير الإستراتيجيّات العسكريّة بالنّسبة إلى سورية ولبنان والعلاقة بينهما، لأنّ هناك تحوّلات هائلة في سورية، والأحوال فيها تشبه الأحوال في ليبيا عشيّة إسقاط القذافي. وأضاف أنّ هناك إمكانيّة لصعود ما أسماه منظّمات "إرهابيّة" سوريّة[51]. ويشاطره الرّأي رئيس الموساد السّابق أفرايم هليفي، الذي رأى "سقوط الأسد كارثة لإسرائيل"[52].

8. الجنرال عموس جلعاد، رئيس الطّاقم السياسيّ الأمنيّ في وزارة الدّفاع الإسرائيليّة: وضَع جلعاد سيناريو كارثيًّا بالنّسبة إلى إسرائيل إذا سقط النّظام في سورية، وهو قيام تحالف أنظمة إسلاميّة تريد القضاء على إسرائيل[53].


الخاتمة

هناك آراء مختلفة في إسرائيل عمّا إذا كان سقوط النظام السوريّ في مصلحة إسرائيل أم العكس، وعلى الرّغم من التّباين في مواقف النّخبة الإسرائيليّة بشأن ما يجري في سورية من أحداث، فإنّ هناك شبه إجماع على نقاطٍ محوريّة تخصّ المصلحة الإسرائيليّة في الأحداث السوريّة:

1. النّظام الحالي مريح جدًّا لإسرائيل في كلّ ما يتعلّق بالجولان. وهناك خشية في الدّولة العبريّة أن يؤدّي انهياره إلى انهيار الهدوء على جبهة الجولان.

2. أيّ نظامٍ قادم في سورية سيتّخذ موقفًا معاديًا لإسرائيل، لأنّه سيكون في حاجةٍ إلى شرعيّة داخليّة. في حين أنّ النظام الحاليّ -  إذا بقي - فهو سيكون في حاجة إلى شرعيّة خارجيّة، وسيضطرّ إلى تليين موقفه تجاه إسرائيل.

3. من ناحيةٍ أخرى، فإنّ الأحداث تعدّ فرصة لخروج سورية من التّحالف مع إيران وحزب الله، وهذه مصلحة إسرائيليّة عليا.

4. قد تؤدّي الأحداث إلى انتقال أسلحة كيماويّة وبيولوجيّة وصواريخ أرض- أرض وصواريخ مضادّة للطّائرات إلى مجموعاتٍ مسلّحة معادية لإسرائيل، وفي مقدّمتها المقاومة اللبنانيّة وحزب الله. وهذا تطوّرٌ كارثيّ بالنّسبة إلى إسرائيل.

5. ليس لإسرائيل تأثيرٌ في مجريات الأمور في سورية، لكن تداعياتها تؤثّر فيها. ويدعو الرّأي السّائد إلى التّقليل من الكلام وإلى تجنّب التدخّل إلّا إذا كان هناك اجتيازٌ لخطوط حمراء، وبالأخصّ نقل أسلحة متطوّرة أو غير تقليديّة إلى حزب الله.


 

[1] أليكس فيشمان، "بشار الأسد المدافع عن الحدود الإسرائيلية"، يديعوت أحرونوت، 10/12/2011.

[2] "براك: فقدان السيطرة في سورية سيؤثر على هضبة الجولان"، موقع القناة الثانية ريشيت، 08/01/2012.

[3] دافيد إيشيل، "إعادة صياغة الوضع القائم بالنسبة لإسرائيل"، أفييشين ويك، 17/01/2012.http://www.aviationweek.com/aw/generic/
story_channel.jsp?channel=defense&id=news/dti/2012/
01/01/DT_01_01_2012_p20-400645.xml&headline=Remaking%20The%20Status
%20Quo%20For%20Israel

[4] أفيئيل مغنيزي، "حين يجنّ الأسد: سورية قد تهاجم إسرائيل"، موقع واينت، 23/012/2011.http://www.ynet.co.il/articles/0,7340,L-4160689,00.html

[5] باربارة أوبل-روم، "مقابلة مع يئير غولان قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي"، ديفينس نيوز، 19/12/2011.http://www.defensenews.com/article
/20111219/DEFFEAT06/112190307/Maj-Gen-Yair-Golan

[6] المصدر نفسه.

[7] دافيد إيشيل، "إعادة صياغة الوضع القائم بالنسبة لإسرائيل"، مصدر سبق ذكره.

[8] "براك: سقوط الأسد بركة على الشرق الأوسط"، معاريف، 11/12/2011.

[9] بن كسبيت، "مقابلة مع الجنرال عموس يدلين الرئيس السابق للمخابرات العسكرية"، معاريف، 21/01/2012.

[10] المصدر نفسه.

[11] غيورا آيلاند، "الاضطرابات في الشرق الأوسط وأمن إسرائيل"، المستجدّات الإستراتيجية، مجلد 14، عدد 2، (يوليو / تموز 2011).

[12] المصدر نفسه.

[13] باربارة أوبل-روم، مقابلة مع يئير غولان ...، مصدر سبق ذكره.

[14]"خطاب نتنياهو في الكنيست"، موقع رئاسة الوزراء الإسرائيلية، 28/12/2011.http://www.pmo.gov.il/PMOEng/Communication
/PMSpeaks/speech40sig281211.htm

[15] "عموس جلعاد: سقوط نظام الأسد يمهّد لقيام إمبراطورية إسلامية"، إذاعة الجيش الإسرائيلي.http://glz.co.il/NewsArticle.aspx?newsid=95236

[16] جاي بوشينسكي، "كلّما تحدّثت إسرائيل أقلّ كان أفضل لها"، جيروزاليم بوست، 29/12/2011.

[17] ليعاد بورات، "المجزرة في سورية، أين إسرائيل؟"، موقع معاريف، 21/06/2011.http://www.nrg.co.il/online/1/ART2/252/361.html

[18] رونين مدزيني، "ليبرمان يقابل بوتين"، موقع واينت، 07/12/2011.

[19] عنار شيلون، "مِن مصلحة مَن بقاء الأسد؟"، هآرتس، 20/01/2012.

[20] غيورا آيلاند، "الاضطرابات في الشرق الأوسط وأمن إسرائيل"، مصدر سبق ذكره.

[21] افي يسسخاروف وعموس هرئيل، "في الجيش يستعدّون لليوم الذي يلي الأسد"، هآرتس، 06/01/2012.

[22] عنار شيلون، "من مصلحة مَن بقاء الأسد؟"، مصدر سبق ذكره.

[23] غيورا آيلاند، "الاضطرابات في الشرق الأوسط وأمن إسرائيل"، مصدر سبق ذكره.

[24] المصدر نفسه.

[25] أليكس فيشمان، "بشار الأسد المدافع عن الحدود الإسرائيلية"، مصدر سبق ذكره.

[26] آفي يسسخاروف وعموس هرئيل، "في الجيش يستعدّون لليوم الذي يلي الأسد"، مصدر سبق ذكره.

[27] ميخائيل سيغل، "إيران: الطريق السوري السريع لمحاربة إسرائيل ما زال مفتوحًا"، موقع مركز القدس لشؤون الدولة والجمهور، 24/01/2012.

[28] غيورا آيلاند، "الاضطرابات في الشرق الأوسط وأمن إسرائيل"، مصدر سبق ذكره.

[29] بن كسبيت، "مقابلة مع الجنرال عموس يدلين الرئيس السابق للمخابرات العسكرية"، مصدر سبق ذكره.

[30] آفي يسسخاروف وعموس هرئيل، "سورية تتدهور نحو الفوضى"، هآرتس، 10/06/2011.

[31] جاي بوشينسكي، "كلما تحدثت إسرائيل أقلّ كان أفضل لها"، مصدر سبق ذكره.

[32] "بن إليعزر: لم تكن إسرائيل في حياتها بوضع أمني كارثي كما هي اليوم"، موقع الكنيست، 30/11/2011.

[33] "عموس جلعاد: سقوط نظام الأسد يمهّد لقيام إمبراطورية إسلامية"، مصدر سبق ذكره.

[34] غيورا آيلاند، "الاضطرابات في الشرق الأوسط وأمن إسرائيل"، مصدر سبق ذكره.

[35] جاي بوشينسكي، "كلما تحدثت إسرائيل أقلّ كان أفضل لها"، مصدر سبق ذكره.

[36] بن كسبيت، "مقابلة مع الجنرال عموس يدلين الرئيس السابق للمخابرات العسكرية"، مصدر سبق ذكره.

[37] عنار شيلون، "من مصلحة من بقاء الأسد؟"، مصدر سبق ذكره.

[38] جاي بوشينسكي، "كلما تحدثت إسرائيل أقل كان أفضل لها"، مصدر سبق ذكره.

[39] النصّ الكامل لـ"مقابلة بنيامين نتنياهو مع فضائية العربية"، موقع رئاسة الوزراء الإسرائيلية، 21/07/2011.http://www.pmo.gov.il/PMOEng/Communication
/Interviews1/interviewalarabiya210711

[40] "براك: سقوط الأسد برَكة على الشرق الأوسط"، مصدر سبق ذكره.

[41] إيتسيق وولف، "براك: لن تقوم قائمة لعائلة الأسد"، موقع نيوز ون، 06/12/2011.http://www.news1.co.il/Archive/001-D-283736-00.html

[42] "براك: فقدان السيطرة في سورية سيؤثر على هضبة الجولان"، مصدر سبق ذكره.

[43] "براك: سقوط الأسد بركة على الشرق الأوسط"، مصدر سبق ذكره.

[44] "براك: الأسد يستحق أن يطاح به من قبل شعبه"، موقع جيروزاليم بوسط،  29/01/2012.http://www.jpost.com/MiddleEast/Article.aspx?id=255541

[45] جاي سلومون، "الولايات المتحدة وإسرائيل تراقبان أسلحة الدمار الشامل السورية"، وول ستريت جورنال، 27/08/2011.http://online.wsj.com/article
/SB10001424053111904009304576532652538547620.html

[46] رونين مدزيني، "ليبرمان يقابل بوتين"، مصدر سبق ذكره.

[47] موران أزولاي، "جانتس: نحضر لاستيعاب لاجئين علويين في الجولان"، موقع واينت، 10/01/2012.

[48] يوناتان ليس، "رئيس الأركان جانتس: احتمال ضئيل أن يشنّ الأسد هجومًا عسكريًّا على إسرائيل"، هآرتس، 31/05/2011.

[49] بن كسبيت، "ربيع الشعوب: التحدّي القادم للمخابرات العسكرية"، معاريف، 09/07/2011.

[50] بن كسبيت، "مقابلة مع الجنرال عموس يدلين الرئيس السابق للمخابرات العسكرية"، مصدر سبق ذكره.

[51] باربارة أوبل-روم، "مقابلة مع يئير غولان قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي"، مصدر سبق ذكره.

[52] "إفرايم هليفي: سقوط الأسد خطر على إسرائيل"، موقع إذاعة الجيش الإسرائيلي، 12/12/2011.http://glz.co.il/NewsArticle.aspx?newsid=95236

[53]  "عموس جلعاد: سقوط نظام الأسد يمهّد لقيام إمبراطورية إسلامية"، مصدر سبق ذكره.