العنوان هنا
تقارير 17 مارس ، 2022

أزمة أوكرانيا: كيف ينظر إليها العرب، ولماذا تباينت مواقفهم منها؟

وحدة الدراسات السياسية

هي الوحدة المكلفة في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بدراسة القضايا الراهنة في المنطقة العربية وتحليلها. تقوم الوحدة بإصدار منشورات تلتزم معايير علميةً رصينةً ضمن ثلاث سلسلات هي؛ تقدير موقف، وتحليل سياسات، وتقييم حالة. تهدف الوحدة إلى إنجاز تحليلات تلبي حاجة القراء من أكاديميين، وصنّاع قرار، ومن الجمهور العامّ في البلاد العربية وغيرها. يساهم في رفد الإنتاج العلمي لهذه الوحدة باحثون متخصصون من داخل المركز العربي وخارجه، وفقًا للقضية المطروحة للنقاش..

مقدمة

أطلقت روسيا، يوم 24 شباط/ فبراير 2022، هجومًا عسكريًّا شاملًا ضد أوكرانيا بعد يومين فقط من إعلان اعترافها باستقلال لوغانسك ودونيتسك الانفصاليَّين في إقليم دونباس شرقيّ أوكرانيا. وكانت روسيا قد حشدت، منذ كانون الأول/ ديسمبر 2021، آلافًا من جنودها على حدودها الغربية مع أوكرانيا، بعد إبداء أوكرانيا نيتها المضيّ قُدمًا في محاولاتها الانضمام إلى منظمة حلف شمال الأطلسي "الناتو" والاتحاد الأوروبي، وهو ما ترى فيه روسيا تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي. 

وأعلنت روسيا أن هدفها من اجتياح أوكرانيا هو إسقاط نظام الرئيس، فولوديمير زيلينسكي، ونزع سلاح أوكرانيا، ومنع انضمامها إلى حلف الناتو، وإجبارها على الاعتراف بضم روسيا لشبه جزيرة القرم واستقلال لوغانسك ودونيتسك. وقد لاقى اجتياح روسيا لأوكرانيا تنديدًا واسعًا في عواصم الغرب التي سارعت إلى فرض عقوبات غير مسبوقة على روسيا، وتقديم معونات عسكرية كبيرة لأوكرانيا لمساعدتها في مواجهة الغزو الروسي. أمّا عربيًّا، فقد تفاوتت ردود الأفعال والمواقف من الغزو الروسي؛ إذ انقسم العالم العربي بين مُؤيّد ومُعارِض، في حين اتخذ قسم ثالث موقف الحياد. يتناول هذا التقرير المواقف العربية من الأزمة الأوكرانية في ثلاثة مستويات، هي: مستوى الحكومات العربية، ومستوى وسائل الإعلام العربية، ومستوى الرأي العام العربي، ويرصد التفاعل بينها، ويحاول تفسير أسباب التباين في المواقف العربية من هذه الأزمة.