ملخص
لتدريس العلوم الاجتماعية، خاصة الاقتصاد، تاريخٌ عريقٌ في الجامعات الإيرانية. وتعتمد المناهج الأكاديمية الإيرانية على الكتب الدراسية الصادرة عن جامعات غربية مرموقة، ما أدّى إلى هيمنة النماذج الاقتصادية الغربية السائدة. وتفسَّر المسائل الاقتصادية الدولية، غالبًا، من خلال النظريات النيوكلاسيكية المعروفة، ومنظورات بديلة تدمج السياقات السياسية والاجتماعية والثقافية والتاريخية التي طالما تُرفَض بوصفها غير علمية. ويسود اعتقادٌ مفاده أنّ التطرّق إلى التحديات الاقتصادية التي تواجهها إيران ضمن المساقات الدراسية قد تكون نتيجته مكلفة. لذلك، يتجنّب أساتذة الاقتصاد مناقشة مسألة السياسات المالية والنقدية الخاطئة للبلاد، أو عدم كفاءة تخصيص الموارد.
تبحث هذه الدراسة في أسباب تراجع رغبة الطلّاب في تعلّم الاقتصاد. وتحقيقًا لهذه الغاية، أُجري استطلاع رأي عام 2014، شمل 100 طالب اقتصاد، تبعه استطلاعٌ آخر في ربيع عام 2024، لتقييم التغيّرات التي طرأت على سلوك الطلّاب خلال العقد الماضي. وتشير النتائج إلى أنّ أزمة سوق العمل، والصعوبات التي تعترض الطلّاب في تأمين وظيفة مناسبة بعد التخرّج، تحبط رغبتهم في دراسة الاقتصاد، إضافةً إلى انعدام فاعلية النظام التعليمي، والفجوة بين تعليم الاقتصاد والمشاكل الاقتصادية الحقيقية في إيران.