العنوان هنا
ملفات
11،سبتمبر 2018

ملف ندوة: "قرار نقل السفارة الأميركية ووضع القدس القانوني والسياسي"

مقدمة

في قطيعة مع سبعة عقود من السياسة الأميركية نحو القدس، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في 6 كانون الأول/ ديسمبر 2017، اعتراف إدارته بالقدس عاصمةً لإسرائيل، ووجّه وزارة الخارجية من أجل "بدء التحضيرات لنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس". وكان الكونغرس قد تبنّى بغالبية كبيرة، من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، "قانون سفارة القدس" في عام 1995، الذي نصّ على ضرورة نقل السفارة إلى القدس في سقفٍ زمني لا يتجاوز 31 أيار/ مايو 1999، لكن هذا القانون نفسه تضمّن بندًا يسمح للرئيس بتوقيع إعفاء مدته ستة أشهر (قابلة للتجديد)، إذا رآه ضروريًا لـ "حماية المصالح الأمنية القومية الأميركية"[1]. ومنذ إدارة الرئيس بيل كلينتون والإدارات الأميركية المتعاقبة، كان هذا الإعفاء يُوقّع تلقائيًا كل ستة أشهر، على الرغم من أن جميع هؤلاء الرؤساء كانوا قد وعدوا، بوصفهم مرشحين، بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس.

في هذا السياق، عقد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، يوم السبت 24 شباط/ فبراير 2018، ندوة أكاديمية بعنوان "قرار نقل السفارة الأميركية ووضع القدس القانوني والسياسي"، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والمتخصصين العرب والأجانب، للبحث في تداعيات قرار إدارة الرئيس ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها. ناقش الباحثون المشاركون قضايا وموضوعات عدة، من أهمها: الأسباب التي دعت ترامب إلى اتخاذ هذا القرار، ووضع القدس في القانونين الدولي والإسرائيلي في ضوء القرار الأميركي الأخير، والوقائع الديموغرافية والطبوغرافية والعمرانية على الأرض؛ خصوصًا أن المدينة أضحت أمام مشروع تهويدٍ حقيقي لتغيير طبيعتها في ضوء تصاعد إجراءات التخلّص من السكان العرب والأحياء العربية فيها.

نقدم في هذا الملف بعض الدراسات المُنتقاة من بين مجموعة من الأوراق البحثية التي قُدّمت في الندوة. في الدراسة الأولى يقدم الباحث والمحامي أنيس فوزي قاسم قراءة حول "الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل: تحديات للقانون الدولي". وتناقش الدراسة الثانية للخبير خليل تفكجي "الصراع الجغرافي والديموغرافي في مدينة القدس" منذ عام 1967. وتبحث الدراسة الثالثة للباحث راسم خمايسي "مصفوفة الضبط المُمَارسة لإحداث التغييرات الديموغرافية والحضرية الفلسطينية في القدس" منذ عام 1967. وتدرس الباحثة دانا الكرد في الدراسة الرابعة "أنماط التعبئة في القدس ودور السلطة الفلسطينية". ويُختتم الملف بدراسة خامسة للباحث فرانشيسكو كيودلي حول أثر "سياسة البعد المكاني: السياسة الحضرية الإسرائيلية في القدس" في إعادة تشكيل القدس.

[1] “Jerusalem Embassy Act Of 1995,” US Congress Website, 8/11/1995, accessed on 3/7/2018, at: https://goo.gl/NTVrec